يا شائم البارق! لا تشجك الـ

أبو العلاء المعري

يا شائمَ البارِقِ! لا تُشجِكَ الـ

ـأظعانُ، فُوّضنَ إلى أرْضِ بَبنَ

أُبْنَ للأوطانِ في عازبِ الـ

ـرّوضِ، فما وجدُك لمّا أبَبْنَ؟

يَشبُبنَ بالعُودِ، ويُخلِفْنَ في الـ

ـمَوْعودِ، لا كان صِلاءٌ شَببنَ

صَبَبْنَ، في الوادي، إلى قَريَةٍ

غَنّاءَ، لكنْ بالهَوى ما صبَبْنَ

يُسبَبنَ بالفِعلِ، فأمّا إذا

قيلَ، فما يَعلَمْنَ يوماً سُبِبْنَ

يحمِلُها العيسُ، ومن حَوْلِها الشِّرْ

بُ، قرّبنَ ضُحًا، أو خَبَبْنَ

مَهى نَقاءٍ لا مهىً في نقاً،

رُبّبْنَ في ظلّ قَناً، أو رَبَبنَ

عَقارِبٌ قاتِلَةٌ مِن مُنًى،

على لِساني وضَميري دَبَبْنَ

آهِ منَ العَيشِ وإفراطِهِ،

ورُبّ أيدٍ في بَقاءٍ تَبَبنَ

تُذكِرُني، راحَةَ أهلِ البِلَى،

أرواحُ لَيلٍ بخُزامَى هَبَبْنَ

لا تأمَنِ الدّهرَ، وتَحويلَهُ المُلـ

ـكَ إلى آلِ إماءٍ ضَبَبْنَ

إنّ اللّبيباتِ، إذا مِلْنَ للدّنْـ

ـيا وألغَينَ التّقَى، ما لَبَبْنَ

وفي مَزيجِ الرّاحِ، أوْ في صريحِ الـ

ـرِّسلِ، والعامُ جَديبٌ عَبَبْنَ