عماد الدوله ابن بويه

توفي 338 هـ
عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسرو الديلمي صاحب بلاد فارس.

وعماد الدولة أول من ملك من بني بويه، وكان أبوه صياداً وليست له معيشة إلا من صيد السمك، وكانوا ثلاثة إخوة: عماد الدولة أكبرهم، ثم
ركن الدولة الحسن وهو والد عضد الدولة ثم معز الدولة، والجميع ملكوا. وكان عماد الدولة سبب سعادتهم وانتشار صيتهم، واستولوا على البلاد وملكوا العراقين والأهواز وفارس وساسوا أمور الرعية أحسن سياسة، ثم لما ملك عضد الدولة بن ركن الدولة اتسعت مملكته، وزادت على ما كان لأسلافه.

ذكر أبو محمد هارون بن العباس المأموني في تاريخه أن عماد الدولة اتفقت له أسباب عجيبة كانت سبباً لثبات ملكه: منها أنه لما ملك شيراز في أول ملكه اجتمع أصحابه وطالبوه بالأموال، ولم يكن معه ما يرضيهم به وأشرف أمره على الانحلال، فاغتم لذلك، فبينما هو مفكر قد استلقى على ظهره في مجلس قد خلا فيه للفكرة والتدبير إذ رأى حية قد خرجت من موضع من سقف ذلك المجلس ودخلت موضعاً آخر منه، فخاف أن تسقط عليه، فدعا الفراشين وأمرهم بإحضار سلم، وأن تخرج الحية، فلما صعدوا وبحثوا عن الحية وجدوا ذلك السقف يفضي إلى غرفة بين سقفين، فعرفوه ذلك، فأمرهم بفتحه ففتحت فوجد فيها عدة صناديق من المال والمصاغات قدر خمسمائة ألف دينار، فحمل المال إلى بين يديه، فسر به وأنفقه في رجاله، وثبت أمره بعد أن كان قد أشفى على الانخرام. ثم أنه قطع ثياباً وسأل عن خياط حاذق، فوصف له خياط كان لصاحب البلد قبله، -فأمر بإحضاره، وكان أطروشاً، فوقع له أنه قد سعي به إليه في وديعة كانت عنده لصاحبه، وأنه طلبه لهذا السبب، فلما خاطبه حلف أنه ليس عنده إلا اثنا عشر صندوقاً لا يدري ما فيها، فعجب عماد الدولة من جوابه، ووجه معه من حملها، فوجد فيها أموالاً وثياباً بجملة عظيمة، فكانت هذه الأسباب من أقوى دلائل سعادته، ثم تمكنت حاله واستقرت قواعده.

وكانت وفاته يوم الأحد لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى بشيراز، ودفن في دار المملكة، وأقام في المملكة ست عشر سنة.

وأتاه في مرضه أخوه ركن الدولة واتفقا على تسليم بلاد فارس إلى عضد الدولة بن ركن الدولة فتسلمها.


المرجع: وفيات الأعيان

  


فارس
الأهواز