أُنافِقُ الناسَ، إنّي قد بُليتُ بهمْ،
|
وكيفَ لي بخَلاصٍ منهُمُ داني؟
|
مَن عاشَ غَيرَ مُداجٍ مَن يعاشرُهُ،
|
أسَاءَ عِشرَةَ أصحابٍ وأخدان
|
كم صاحبٍ يتَمَنّى لو نُعيتُ لهُ،
|
وإن تَشَكّيتُ راعاني وفدّاني
|
صَحِبتُ دَهري وسوءُ الغدرِ شيمَتُه،
|
فإنْ غَدَرْتُ فإنّ الدّهرَ أعداني
|
وما أُبالي وأرْداني مُبَرّأةٌ
|
من العيوبِ، إذا ما الحَتفُ أرداني
|
متى لحِقتُ بتُربي زلّ عن جَدَثي،
|
مَدْحي وذَمّي من مثنى ووحُدان
|
هل تَزْدهي كعبةُ الحُجّاجِ، إذ فقَدتْ
|
حِسّاً، بكَثرَةِ زُوّارٍ وسُدّان
|
في الحولِ عيدانِ ما فازا بما رُزِقا،
|
فيُظْهِرَا البِشرَ، لمّا قيلَ عيدان
|
كم عبّدَ الفتَيانِ الخلَقَ عن عُرُضٍ،
|
بذِلّةٍ، وهُما لِلَّهِ عَبدان
|
أمّا الجديدانِ من ثوبي ومن جَسدي،
|
فيَبلَيانِ، ولا يَبلى الجديدان
|
بُرْدُ الشّبابِ وبُرْدُ الناسجِ ابتُذِلا،
|
وهَل يَدومُ على البَرْدَينِ بُرْدان؟
|