الدّهرُ لوْنانِ أعْيى ثالثٌ لهما،
|
وكم أتاكَ بأشباهٍ وألوانِ
|
لا أشرَبُ الرّاحَ، أشري طيبَ نَشوَتِها
|
بالعَقلِ أفضَلِ أنصاري وأعواني
|
لو كانَ يَعرِفُ دُنياهُ مُصاحِبُها،
|
أرادَها لعَدوٍّ دونَ إخوان
|
وإنْ كفَتني عَذابَ اللَّهِ آخِرَةٌ،
|
فَما أُحاوِلُ منها فَوْزَ رُضوان
|
والرّزْقُ يُقسَمُ، ما فَتكي بمُنتقِصي
|
حَظّاً، ولا النُّسكُ في المكروهِ أهواني
|
سِيحانُ للرّومِ عَذبٌ، ليسَ مورِدُه
|
مِلحاً كزَمزَمَ، أو عَينٍ لسُلوان
|
والإنسُ مثلُ نِظامِ الشِّعر، كم رجلٍ
|
بالجيشِ يُفدى، وكم بَيتٍ بديوان
|
وأقصرُ الوقتِ كونٌ ثمّ يَنظِمُهُ
|
حُكمُ القَديمِ، فيُفنيهِ بأكوان
|
إن جاءَني الخطبُ يَجنيه، بلا سَبَبٍ،
|
كَيوانُ، فاللَّهَ أرجو، ربَّ كَيوان
|