حَياةٌ ومَوتٌ وانتِظارُ قيامَةٍ، |
ثَلاثٌ أفادَتْنا ألوفَ مَعانِ |
فلا تَمهَرَا الدّنيا المروءَةَ، إنّها |
تُفارِقُ أهليها فِراقَ لِعان |
ولا تَطلُباها من سِنانٍ وصارِم، |
بيَومِ ضِرابٍ، أو بيَومِ طِعان |
وإنْ شئتُما أن تَخلُصَا من أذاتِها، |
فَحُطّا بها الأثقالَ واتّبِعاني |
فَما راعَني منها تَهجّمُ ظالِمٍ؛ |
ولا خِمتُ عن وَهدٍ لها ورِعان |
ولا حَلّ سرّي، قطّ، في أُذنِ سامعٍ، |
وشِنفاهُ، أو قرطاهُ يَستَمِعان |
ولم أرقُبِ النَّسرينِ في حومةِ الدُّجَى، |
أظنُّهُما في كَفّتي يَقَعان |
عَجِبتُ من الصّبحِ المُنيرِ وضِدّهِ، |
على أهلِ هذي الأرضِ يَطّلِعان |
وقد أخرَجاني بالكَراهَةِ منهما، |
كأنّهما، للضّيقِ، ما وَسِعاني |
وكيفَ أُرَجّي الخَيرَ يَصدُرُ عَنهما، |
وقَد أكَلَتْني فيهما الضَّبُعان؟ |
وما بَرّ من ساواهما في قياسِهِ، |
ببِرّيْ عُقوقٍ، بل هما سَبُعان |
وما ماتَ مَيتٌ مَرّةً في سواهما، |
كخَصمينِ، في الأرواحِ، يفترِعان |
أشاحا فقالا، ضِلّةً: ليسَ عندَنا |
محلٌّ، وفي ضِيقِ الثّرَى وَضَعاني |
وكَيوانُ والمِرّيخُ عَبدانِ سُخّرا، |
ولَستُ أُبالي إنْ هما فَرَعاني |
ولو شاءَ مَن صاغَ النّجومَ بلُطفِهِ، |
لَصاغَهُما كالمُشتري ودَعان |
أيعكِسُ هذا الخلقَ مالكُ أمرِهِ، |
لَعَلّ الحِجى والحَظّ يجتَمِعان؟ |