أرى فتَيَيْ دُنياكَ، إن حَرِجَ الفتى، |
فَما إنْ هما في مأثمٍ حَرِجانِ |
وكمْ من رحيبٍ يُلقيانِ مُلاءَةً |
علَيهِ، وضَنكٍ ضَيّقٍ يَلجِان |
جَديدانِ لمّا يَبلَيا بتَقادُمٍ، |
ولا بأكفّ القَومِ يُنتَسَجان |
إذا حَزِنَ الأصحابُ لم يَحزَنا لهم، |
فأنّى بضِدّ الحُزنِ يَبتَهِجان؟ |
مُلاحيَتي قد زَيّنَتْ أنجمُ الدُّجَى، |
مُلاحِيّةٌ لم تَجنِها يَدُ جاني |
تُعَلِّقُ أُذنَ الدّهرِ قُرطاً، ولم يكنْ |
ليَخلُجَ، والقُرطانِ يَختَلِجان |
ومَن دايَنَ الأيّامَ، فهيَ مَلِيّةٌ، |
على غَيّها، باللّيّ والسّلَجانِ |
وسِيّانِ مَلْكا مَعشَرٍ، في سَناهُما، |
وعِلجانِ في الشَّعراءِ والعَلَجان |
رَجاكَ، لعَمري، أيّها الرّيمُ، قاطعٌ |
رَجائي، وبُعداً للغَوِيّ رَجاني |
وآثَرُ عندي من مديحي، تخَرُّصاً، |
كَلامُ غَوِيٍّ لامَني وهَجاني |
غدا الحتفُ لا شَجواً يَخافُ ولا شجاً، |
وقَبلَكَ أشجَى أسودي، وشَجاني |
وما يَنفَعُ الغِربيبُ، والضّعفُ واقعٌ، |
إذا كان لونُ الرأسِ غيرَ هِجان |