طودان قالا: زل غفرانا أبو العلاء المعري

طَودانِ قالا: زلّ غُفرانا،

فنَسألُ الخالقَ غُفرانَا

أبرأنا الواحِدُ من سُقمِنا،

ورمَّنا المَلْكُ، وأبرانا

اللَّهُ أدرانا بأمْرٍ، فَما

نغسِلُ بالتّوبَةِ أدْرانا

أجرأنا الجَهلُ على إثمِنا

وهوَ على الإحسانِ أجرانا

والبَغيُ أشرانا، فألفَيتَنا،

وكُلُّنا يوجَدُ أشرانا

إنّي حَيٌّ، رانَ ذنبي على

قلبي، فَما أنفَكُّ حَيرانا

نَجرانَ من قيظٍ وهمٍّ، فمَن

يَغدو على مَسجدِ نَجرانا؟

إنْ يفنَ بَدرانا، فنرجو الذي

أغنى، ولا نَسألُ بَدْرانا

إثرانِ مِنْ خَيرٍ وشرٍّ لَنا،

ويَلحَقُ التّثريبُ أثرانا

عُمرانِ مَرّا لكَبيرٍ، ولا

يترُكُ للدّامِرِ عُمرانا

فرَحمَةُ اللَّهِ على أُمّةٍ،

عَهِدتُها، في الأرض، جيرانا

أقرأنا منها السّلامَ الكَرى،

وكم أبادَ الحَتفُ أقرانا

غيرانِ من حَمْدٍ ومن عفّةٍ،

خيرٌ لمنْ أُلفيَ غَيرانا

نُهمِلُ أسرانا بأيدي الرّدى،

ويُدلِجُ اللّيلَةَ أسرانا

نِيرانِ لاحَا في ظَلامٍ لَنا،

وقد لَمَحْنا فيهِ نِيرانا

لو عقَلَ الإنسانُ رامَ الهدى،

ولم يَبِتْ، في النّومِ، سَدرانا

مُرّانِ: عيشٌ وحِمامٌ، فَما

أغناهُ أن يَحمِلَ مُرّانا