مَطِيّتيَ الوَقتُ، الذي ما امتَطَيتُهُ |
بوِدّي، ولكنّ المُهَيمِنَ أمطاني |
وما أحَدٌ مُعطِيَّ، واللَّهُ حارِمي، |
ولا حارِمي شَيئاً، إذا هوَ أعطاني |
هما الفَتيانِ استَوْلَيا بتَعاقبٍ، |
وما لهما لُبٌّ، فكيفَ يَشطّانِ؟ |
إذا مَضَيا لم يَرجِعا، وتَلاهما |
نَظيرانِ، بالمُستَودِعاتِ، يُلِطّان |
وكلَّ غنيٍّ يسلبانِ من الغِنى، |
وكلَّ كميٍّ، عن جَوادٍ، يحطّان |
وكم نَزَلا في مَهمَه، وتحَمّلا، |
بغيرِ حَسيسٍ، عن جِبالٍ وغِيطان |
وما حَمَلا رَحلَينِ، طوراً، فيؤنِسا، |
إذا حفزَ الوَشكُ الرّحالَ يَئِطّان |
ويَبترِيانِ العَظمَ والنَّحضَ، ذائباً |
ليَنتَقياهُ، والأديمَ يَعِطّان |
وقد خطرا فحلينِ، لو زالَ عنهما |
غِطاءٌ، لكانا بالوَعيدِ يَغِطّان |
وما برِحا، والصّمتُ من شيمَتَيهِما، |
يقُصّانِ فينا عِبرَةً، أو يَخُطّان |
وقد شهَرا سَيفَينِ في كلّ مَعشرٍ، |
يُقدّانِ ما همّا به، أو يقُطّان |
لَغيرُكَ بالقُرطانِ أوْلى منَ ان يَرى، |
وشنفانِ في الأُذنينِ منه، وقُرطان |
تريدُ مَقاماً دائماً، ومَسرّةً |
بدارِ همومٍ، لم تكن دارَ قُطّان |
وما زالَ شَرْطٌ، يُفسِدُ البيعَ، واحدٌ، |
فَما بالُهُ لمّا تَظاهَرَ شَرطانِ؟ |
لقد خدَعَتني أُمُّ دَفْرٍ، وأصبَحَتْ |
مؤيَّدَةً، من أُمّ ليلى، بسُلطان |
إذا أخذَتْ قِسطاً من العَقلِ هذهِ، |
فتلكَ لها في ضِلّةِ المرءِ قِسطان |
دعاوى أُناسٍ توجِبُ الشكَّ فيهِمُ، |
وأخطأني غَيثُ الحِجى، وتخَطّاني |
ألمْ تَرَ أعشَى هُوذَةَ اهتاجَ، يدّعي |
معونتَهُ، عندَ المَقالِ، بشَيْطان؟ |
يُرادُ بنا المَجدُ الرّفيعُ بزَعمِنا، |
ونَختارُ لَبثاً في وبيلةِ أوطان |
كأنّا غروبٌ مكْرَهاتٌ على العُلى، |
تُمَدّ إلى أعلى الرّكيّ بأشْطان |
وما العَيشُ إلاّ لُجّةٌ ذاتُ غمرَةٍ، |
لها مَولِدُ الإنسانِ والموتُ شطّان |
فأحسِنْ بدنياكَ المسيئةِ، إذْ بدَتْ، |
عليها وِشاحٌ من نجومٍ وسِمطان |
وكم واسعِ الأعطانِ تجزَعُ نفسُه، |
ورحبِ فؤادٍ آلفٍ ضِيقَ أعطان |
ومَن لي بجُونٍ عندَ كُدْرٍ بقَفرَةٍ، |
كأنّهما من آلِ يَعقُوبَ سِبطان |
يُجَرُّ بها المِرْطانِ من يمنيّةٍ، |
على كلّ غبراءِ الأفاحيصِ مِرطان |
تخالُ بها مَسعًى من الصِّلّ مُسقَطاً |
من السوط، والعينان في الجنح سِقطان |
إذا ما انجَلى خَيطُ الصّباحِ تَبيّنَتْ |
حبالُ رمالٍ، ذاتُ عُفْرٍ وخِيطان |