أيأتي نبيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً،
|
فتَحمِلَ ثُقْلاً من هُمومي وأحزاني
|
وهيهاتَ، لو حَلّتْ لما كنتُ شارباً
|
مُخَفِّفَةً، في الحِلمِ، كِفّةَ ميزاني
|
إذا خزَنوني في الثّرى، فمَقالدي
|
مُضيَّعَةٌ، لا يُحسِنُ الحفظَ خُزّاني
|
كأنّيَ نَبتٌ مَرّ يَومٌ وليلَةٌ
|
عليّ، وكانا منفَضينِ، فجَزّاني
|
هما بَدَوِيّانِ، الطّريقَ تَعرّضا،
|
وبُرديّ، من نَسجِ الشبيبَةِ، بزّاني
|
قَوِيّانِ عَزّاني علَيهِ، وأوقَعا
|
بغَيرِيَ ما بي أوقَعاهُ، فعَزّاني
|
وما ضَيّقَا أرضي، ولكنْ أراهُما
|
إلى الضّنكِ، من وجهِ البسيطةِ، لزّاني
|
وما أكَلا زادي، ولكنْ أكَلتُهُ،
|
وقد نَبّهاني للسُّرى واستَفَزّاني
|
ولم يَرْضَيا إلاّ بنَفسي من القِرى،
|
ولو صُنتُهُ، عن طارقيّ، لأحزاني
|
وما هاجَ ذكري بارقٌ نحوَ بارقٍ؛
|
ولا هَزّني شَوقٌ لجارةِ هَزّان
|
بَلِ الفَتَيانِ، اعتادَ قَلبي أذاهُما،
|
يشيمانِ أسيافَ الرّدى، ويهُزّان
|
عزيزانِ باللَّهِ، الذي ليسَ مثلُهُ،
|
يُذِلاّنِ في مِقدارَهِ، ويُعِزّان
|
وكم فَتكا، والحِسُّ قد بانَ عَنهما،
|
بأهلِ وُهودٍ، أو جبالٍ وحِزّانِ
|
وما تَرَكا تُركَ القِبابِ، وغادَرا
|
برُمحينِ، أو جُرزَينِ، أُسرَةَ جُرزان
|
سلا غابَ تَرْجٍ والأُنَيعمَ كم ثَوَى،
|
بذاكَ وهذا، من أُسودٍ وخُزّان
|