لأمواهُ الشّبيبَةِ كيفَ غِضنَهْ،
|
وروضاتُ الصِّبا كاليَبسِ إضنَهْ
|
وآمالُ النّفوسِ مُعَلِّلاتٌ،
|
ولكنّ الحوادثَ يَعترِضنَه
|
فَلا الأيّامُ تَغرَضُ من أذاةٍ؛
|
ولا المُهَجاتُ، من عيشٍ، غرضنه
|
وأسبابُ المُنى أسبابُ شِعْرٍ،
|
كُفِفْنَ بعلمِ ربّكَ، أو قُبضنه
|
وما الظّبياتُ مني خائفاتٍ،
|
وردنَ على الأصائلِ، أو ربَضنَه
|
فلا تأخُذ ودائعَ ذاتِ ريشٍ،
|
فَما لكَ أيّها الإنسان بِضنَه
|
فراعِ اللَّهَ والْهَ عنِ الغَواني،
|
يَرُحنَ ليَمتَشطنَ ويَرتحضنَه
|
وطِئنَ السّابريَّ وخُضنَ بحرَ النّـ
|
ـعيمِ، وهُنّ، في ذهبٍ، يَخُضنه
|
وللسَّمُراتِ، في الأشجارِ، عيبٌ
|
إذا ما قالَ مُخبرُهنّ: حِضنَه
|
نجائبُ لامرىءِ القيسِ بنِ حُجرٍ،
|
وَقصْنَ أخا البَطالَةِ، إذْ يَرُضْنَه
|
وخَيلُ اللّهوِ جامِحَةٌ علَينا،
|
يُساقِطْنَ الفوارِسَ، إن رُكِضنه
|
فَيا غَضّاً من الفتيانِ، خَيرٌ
|
من اللّحَظاتِ أبصارٌ غُضِضنَه
|
فَفُضّ زكاةَ مالِكَ غَيرَ آبٍ،
|
فكلُّ جُموعِ مالِكَ يَنفَضِضْنَه
|
وأعجَزُ أهلِ هذي الأرضِ غاوٍ،
|
أبانَ العَجزَ عن خمسٍ فُرِضنَه
|
وصُمْ رمضانَ مُختاراً مُطيعاً،
|
إذِ الأقدامُ من قَيظٍ رَمِضنَه
|
عُيونُ العالمينَ إلى اغتِماضٍ،
|
وما خِلتُ الكواكبَ يَغتَمِضْنَه
|
وقدْ سرّ المَعاشرَ باقِياتٌ
|
من الأنباءِ، سِرْنَ ليَستِفضنَه
|
أرى الأزمانَ أوعيَةً لذكْرٍ،
|
إذا بُسْطُ الأوانِ لَهُ نُفِضْنَه
|
قد انقَرَضتْ ممالكُ آلِ كِسرى،
|
سِوى سِيَرٍ لهنّ سيَنقَرِضنَه
|
فطِرْ إن كنتَ يوماً ذا جَناحٍ،
|
فإنّ قَوادِمَ البازي يُهَضنَه
|
وكم طَيرٍ قُصِصنَ لغَيرِ ذَنبٍ،
|
وأُلزِمْنَ السّجونَ، فما نهَضْنَه
|
متى عَرَضَ الحِجَى للَّهِ ضاقَتْ
|
مذاهبُهُ عليهِ، وإنْ عَرُضْنَه
|
وقد كذَبَ الذي يَغدو بعَقْلٍ
|
لتَصحيحِ الشّروع، إذا مَرِضْنَه
|
هيّ الأشباحُ كالأسماءِ، يجري الـ
|
ـقَضاءُ، فيرتَفِعنَ ويَنخَفِضْنَه
|
وتلكَ غَمائمُ الدّنيا اللّواتي
|
يُسفّهنَ الحَليمَ، إذا ومَضْنَه
|
غدَتْ حُججُ الكلامِ حَجا غديرٍ،
|
وشيكاً يَنعَقِدْنَ ويَنتَقِضْنَه
|
لعَلّ الظّاعناتِ عن البرايا،
|
من الأرواحِ، فُزنَ بما استَعَضْنه
|
وللأشياءِ عِلاّتٌ، ولولا
|
خطوبٌ للجُسومِ لمَا رُفِضْنَه
|
وغارتْ، لانصرامِ حَياً، مياهٌ،
|
وكُنّ، على تَرادُفِهِ، يَفِضْنَه
|