كلُّ ذِكْرٍ من بَعدِهِ نِسيانُ،
|
وتَغيبُ الآثارُ والأعيانُ
|
إنّما هذِهِ الحَياةُ عَناءٌ،
|
فليُخَبّرْكَ، عن أذاها، العِيان
|
ما يُحسُّ التّرابُ ثِقلاً، إذا ديـ
|
ـسَ، ولا الماءَ، يُتعِبُ الجَريان
|
نفَسٌ، بعدَ مِثلِهِ، يتَقَضّى،
|
فتمرُّ الدّهورُ والأحيان
|
قدْ ترامتْ، إلى الفَسادِ، البرايا،
|
واستَوَتْ، في الضّلالةِ، الأديان
|
أنتَ في السّهلِ أعوَزتْك الخُزامى،
|
أو على النِّيقِ ما به الطُّيان
|
طالَ صَبري، فقيلَ: أكثمُ شَبعا
|
نُ، وإنّي لَمُنْطَوٍ طَيّان
|
أنا أعمَى، فكيفَ أُهدى إلى المَنْـ
|
ـهَجِ، والنّاسُ كلُّهمْ عُميان؟
|
والعَصا، للضّريرِ، خيرٌ من القا
|
ئِدِ، فيهِ الفُجورُ والعِصيان
|
وادّعى الهديَ، في الأنامِ، رِجالٌ،
|
صَحّ لي أنّ هَدْيَهُمْ طُغيان
|
فَلَكٌ دائرٌ، أبَى فتَياهُ
|
وَنْيَةً، أوْ يُفَرَّقَ الفِتْيان
|
ونُفُوسٌ تَرومُ إرْثاً، وما الوا
|
رثُ إلاّ المُهَيمِنُ الدّيّان
|
ونَباتُ البلادِ، فيهِ الجَبائيُّ،
|
ومِنهُ الوَشيجُ والشِّرْيان
|
إنْ تُمَلِّىءْ بالهَمّ كاسيَ دُنيا
|
يَ، فكاسي نَعيمُها عُرْيان
|
يَبتَني راغبٌ، فَما تَكمُلُ الرّغـ
|
ـبةُ، حتى يُهَدَّمَ البُنيان
|
وخيولٌ، من الحَوادثِ، تَردى،
|
والرّدى شأنُهنّ، لا الرّدَيان
|
ناعباتٌ، كما غدتْ ناعياتٌ،
|
وحَمامٌ، كما تَغَنّى القِيان
|
ليسَ، في هذِهِ المَجَرّةِ، ماءٌ،
|
فيُرَجّي وُرودَهُ الصَّدْيان
|