يا رُوحُ! شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ،
|
ورحلتِ عنه، فهل أسِفتِ، وقد هُدِمْ
|
عِيدَ المَريضُ، وعاوَنَتْهُ خَوادمٌ،
|
ثمّ انتَقَلْتِ، فما أُعينَ ولا خُدمِ
|
لقد استراحَ مُعَلَّلُ ومُساهِرٌ
|
منهُ، وإنْ غَدَتِ النّوائحُ تلتَدِم
|
حَمَلوهُ، بعدَ مَجادِلٍ وأسرّةٍ،
|
حمْلَ الغَريبِ، فحُطّ في بيتٍ رُدِم
|
ما زالَ في تَعَبٍ وهَمٍّ دائمٍ،
|
فلَعَلّهُ عَدِمَ الأذاةَ بأنْ عُدِم
|
لو كانَ يَنطِقُ مَيّتٌ لسألتُهُ:
|
ماذا أحَسّ، وما رأى لمّا قَدِم؟
|
إنْ تَثْوِ في دارِ الجِنانِ، فإنّما
|
فارَقْتَ من دُنياكَ ناراً تَحتَدمِ
|
مَن ذا يَلومُكَ في هَواكَ مسيئَةً؛
|
كلُّ الأنامِ بحُبّها كَلِفٌ سَدِم
|
فاعذِرْ خليلَك إن جَفاكَ ولا تَجِدْ؛
|
وإذا الزّيارَةُ ساعَفَتْكَ، فلا تُدِم
|
بئِسَ العَشيرُ أنا، الغداةَ، وصاحبي
|
مثلي، فإنّي ما ندمتُ ولا نَدِم
|