تذكــرت مـا بيـن العـذيب وبـارق المتنبي

تَذَكَّــرتُ  مـا بَيـنَ العُـذَيبِ وبـارِقِ

مَجَــرَّ عَوالينــا ومَجْـرَى السَـوابِقِ

أرَق  عـــلى أرَقٍ وَمثــلي يَــأرَقُ

وجَــوًى  يَزيــدُ وَعَــبرَة تَـتَرَقرَقُ

سَــقاني  الخـمْرَ  قَـولك لـي بِحَـقّي

وودٌّ لـــم تَشُـــبْهُ لــي بمَــذْقِ

وذاتِ  غَدائِـــرٍ لا عَيـــب فيهــا

سِـــوَى أَنْ لَيسَ تَصلُــحُ للعِنــاقِ

أيَّ  مَحَـــــــلٍّ أَرتَقــــــي

أيَّ  عظيـــــــمٍ أتَّقِــــــي

وَجَــــدْتُ  المُدامَـــةَ غَلابَـــةً

تُهيِّــــجُ  لِلقَلْــــبِ  أَشـــواقَهُ

هُـوَ  البَيْـنُ حَـتى مـا تـأنّى الحزَائِقُ

ويـا قَلْـبُ حَـتى أنْـتَ ممـن أفـارِقُ

قـالوا  لنـا:  مـاتَ إسْـحقٌ! فقُلتُ لَهُم:

هـذا  الـدَواءُ الـذي يَشـفِي منَ الحُمُقِ

أَتراهــــا لِكَــــثرة العُشَّـــاقِ

تَحسَــبُ الــدّمعَ خِلقـةً فـي المـآقِ

أيَـــدرِي  الـــرَبْعُ أَيَّ دَمٍ أَراقــا

وأَيَّ  قُلــوبِ هــذا الــرَكْبِ شـاقا

لعينَيـك  مـا يَلقَـى الفـؤَاد وَمـا لَقِـي

ولِلحُـبِّ  مـا لـم يبـقَ مِنِّـى وَما بقِي

لامَ أُنـــاس أَبــا العَشــائِرِ فــي

جُــودِ  يَدَيــهِ  بِــالعَينِ والــورَقِ

مــا  لِلمُــرُوج  الخُـضرِ والحَـدائِقِ

يَشْــكُو خَلاهــا كَــثْرةَ العــوائِقِ