يا صاحِ دعني فإنَّني نصبُ |
حبِّي "سليمى " وتركها عجبُ |
جَانَبْتُ شَيْئاً أحِبُّ رُؤْيَتَهُ |
لله درِّي أهوى وأجتنبُ |
هجرتُ بيتَ الحبيبِ من حذر الـ |
عَيْن ونَفْسِي إِلَيْهِ تَضْطَربُ |
أراقبُ النفسَ في الحياة وقدْ |
أيقنتُ أنِّي بتركها عطبُ |
واللَّه مَا لي منْهَا إِذَا ذُكرَتْ |
إلاَّ استنانُ الدُّموعِ والطَّربُ |
زادتْ على النَّاس في الجفاءِ وقدْ |
تَعْلمُ أَنِّي بحُبِّها نَشِبُ |
تنأى فتسلى وإنْ دنتْ بخلتْ |
سِيَّان بُعْدُ الْبَخيلِ والْقُرُبُ |
يا كاهن المصر هلْ تحدِّثني: |
ما بالُ قلبي بذكرها نخبُ |
إِنْ كان سحراً دعوْت راقية ً |
أوْ كان سُقْماً فحسْبِيَ الْوَصَبُ |
إنِّي ومنْ لبَّت الرِّفاقُ لهُ |
شُعْثاً أَساريبَ خلْفها سُرَبُ |
ما جئتُ "سلمى " طوعاً لتجعلني |
ذبحاً ولكنْ أطاعني النُّحبُ |
فرَّغْتُ قلْبي لها لتسْكُنَهُ |
حيناً فأمسى فيه لها شُعب |
وقائلٍ : "خلِّها"وقدْ عقدتْ |
نَفْسِي إِلى نَفْسِها فلاَ هَرَبُ |
الآنَ إذْ قامت الرُّواة ُ بنا |
وإِذْ تغنَّتْ بحُبِّنا الْعربُ |
يا "سلمَ" هلْ تذكرين مجلسنا |
أيَّام رأسي كأنَّهُ عنبُ |
إِذْ نحْنُ بِالْمِيثِ لاترى أحداً |
يزري وإذْ شأننا به اللَّعبُ |
يا "سلمَ" جودي بما رأيت لنا |
ما عنْد أخْرى سواك لي أربُ |
وصاحبٍ ضامني وضمتُ لهُ |
نفسي ليرضى فراحَ يلتهبُ |
وافقَ ظلمي حلواً فأعجبهُ |
والظلمُ حلوٌ كأنَّهُ جربُ |
أعْرَضْتُ عنْهُ وَالْحِلْمُ منْ خُلُقِي |
وليْس مِنِّي التَّثْريبُ والصَّخبُ |
يا "سلمَ" أنتِ الهوى إذا شهدَ النَّـ |
ـاسُ وَأنْتِ الْهَوَى إِذَا ذَهبُوا |
عُودي علَى سقْطة ٍ جَهِلْتُ بها |
ما كلُّ ذنبٍ فيه الفتى يثبُ |
ظلمتني والهوى مقارضة ٌ |
كيلاً بكيلٍ فكيف نصطحبُ |
لا تأمني أن تَجُورَ مَظْلَمَة ٌ |
بربِّها والزَّمانُ ينقلبُ |
فارضي بأشباه ما عملتِ بنا |
لِكُلِّ نفْس منْ كفِّها حلبُ |