يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي |
قَطَّعْتَ قلْبِي بشَوْقٍ غَيْرَ تَعْتيبِ |
قُلْ للَّتي نفْسُها نَفْسي وما شعَرتْ |
منِّي عليِّ بنومٍ منك موهوب |
إنَّ الرَّسول الَّذي أرسلت غادرني |
بغُلَّة ٍ مثْل حرِّ النَّار مشْبُوب |
أساورُ الليل تحت الهمِّ مجتنحاً |
منْ طُول صفْحك عنِّي في أعاجيب |
كأنَّ بي منْك طَبًّا لا يُفارقُني |
وإنْ غدوتُ صحيحاً غيرَ مطبوب |
لقدْ ذَكرْتُكِ والْفَوْقَانُ يأخُذُني |
وما نسيتكِ بين الكأس والكوبِ |
وقائلٍ إِذْ رأى شوْقي وصفْحكُمُ: |
دعها فما لكَ منها غيرُ تنصيب |
لا شيْءَ أبْعد ممَّا لَسْتَ نَائلَهُ |
إنّ البخيل بعيدٌ غيرُ مقروب |
فَقُلْتُ: كلاَّ سيجْزي منْ لهُ كرمٌ |
شوْقاً بشوْقٍ وتقْريباً بتقْريب |
يهزُّني النَّاسُ منْ واشٍ ومنتصحٍ |
واللَّيثُ يفرسُ بين الكلب والذِّيب |
لا خيْرَ في الْعيْش إِنْ لمْ تُقْض حاجتُنا |
ممَّا نحبُّ على رغم الأقاريب |
يزيدُ في الدَّاء منْ تقلى زيارتهُ |
إذا التقينا وشافٍ كلُّ محبوب |
يا «عبْد» حتَّام لا ألْقاكِ خالية ً |
ولا أنامُ لقدْ طوَّلْت تعْذيبي |
أهْديْتِ لي الطِّيبَ في ريْحانِ ساحرة ٍ |
يا «عبْدَ» ريقُكِ أشْهى لي من الطِّيب |
أهْدي لنا شرْبة ً منْهُ نعيشُ بها |
إنْ كنتِ مهدية ً روحاً لمكروبِ |
إنَّ البغيض إلينا لا نطالبهُ |
ذاك الهوى وحبيبٌ كلُّ مطلوب |
أمَّا النساءُ فإنِّي لا أعيجُ بها |
قد صمتُ عنها بنحبٍ منكِ منحوب |
أنْتِ التي تشْتفي عيْني برُؤْيتها |
وهُنَّ عنْدي كماءٍ غيْر مشرُوب |
وفي المحبِّين صبٌّ لا شفاءَ لهُ |
دون الرِّضى بين مرشوفٍ ومصبوب |
إني وإِنْ كُنْتُ حمَّالاً أُجاورُهُ |
صرَّامَ حبلِ التَّمنِّي بالأكاذيب |
لا يخْرُجُ الْحَمْدُ مِنِّي قَبْلَ تجْربة ٍ |
ولا أكونُ أجاجاً بعد تجريبِ |