أعَاذِلَ إِن لوْمَكِ في تبَابِ |
وإِنَّ الْمرْءَ يلْعبُ في الشَّباب |
أعاذلَ لا أسرّكِ في "سليمى " |
ولا أعفيكِ منْ عجبِ التَّصابي |
أبى لي أنْ أفيق مشوِّقاتٌ |
يُقَدْنَ إِلَيَّ كالْخيْل الْعِراب |
وشوْقي في الصَّباح إِلى «سُليْمى » |
أتاني حبُّها من كلِّ باب |
وقالت: في الِّنساء ملفَّفاتٌ |
يَضَعْنَ الْمَشْيَ في وَرَق الشَّبابِ |
فقل في حسرٍ ذمًّا وحمداً |
ولا تغررك عينٌ في النِّقاب |
فملءُ العين قصرٌ قدْ تراهُ |
جديدَ الْباب داخلُهُ خرابُ |
فقُلْتُ لها: دعي قلْبي «لسَلْمَى » |
وقُولي في النِّساء ولا تُحابي |
لقدْ قَرَفَ الْوُشاة ُ علَى «سُلَيمى » |
وقالوا في البُعاد وفي الصِّقاب |
فما صدروا بقرفهمُ "سليمى " |
ولا أعْتبْتُهُمْ عمْد الْعِتاب |
إِذَا نَصَبُوا لَهَا ذبَّبْتُ عَنْهَا |
ورُبَّتما أعنْتُ علَى الصَّواب |
فيا عجباً من الحبِّ المؤتِّي |
وَحَسْبُك بالْغيُور من الْقِحَاب |
يُضيعُ نساءَهُ ويَظَلُّ يَحْمي |
نساءَ الْعَالَمين من اللِّعاب |
وكمْ منْ مثْله نَصِبٍ مُعَنًّى |
بلا ترة ٍ يطالبها مصاب |
ملأتُ فؤادهُ غيظاً وغمّاً |
فَيَا ويْح الْمُحبِّ من الطِّلاب |
إذا ما شئتُ نغَّصني نعيمي |
وأجْرى عَبْرَتي جرْيَ الْحَبَابِ |
غضابٌ يكْذُبون علَى «سُليْمى » |
وهلْ تجدُ الصَّدوقَ من الغضابِ |
فقلتُ "لواقدٍ" و"ابني يزيدٍ" |
وقد صدَعَا لقوْل «بني الْحُباب» |
وربِّ منى ً لقدْ كذبوا عليها |
كما كذبَ الوشاة ُ على الغراب |
دعوا عوراً بمقلته ويغدو |
صحيح الْمُقْلتيْن من الْمَعَاب |
فلاَ كان الْوُشاة ُ ولا الْغَيَارى |
لَعَلَّ الْعيشَ يَصْفُوا للحِبَاب |