ذَهَبْتَ وَلَمْ تُلْمِمْ بِبَيْت الْحَبَائِب |
وَلَمْ تَشْفِ قَلْباً منْ طِلاَب الْكَوَاعِبِ |
نعمْ إنَّ في الإبعادِ للقلبِ راحة ً |
إِذَا غُلِبَ الْمَجْهُودُ مِنْ كل طَالِبِ |
وإِني لَصَرَّافٌ لِقَلْبِي عَنِ الْهَوَى |
وَإنْ حَنَّ تَحْنَانَ الْمَخَاضِ الضَّوَارِبِ |
تكَلَّفَني مِنْ حُبِّ «عَبْدَة َ» زَفْرَة ٌ |
وفي زفراتِ الحبِّ كربٌ لكارب |
وَللْحُبِّ حُمَّى تَعْتَرِينِي بِزَفْرَة ٍ |
لها في عظامي نافضٌ بعدَ صالبِ |
فويلي منَ الحمّى وويلي منَ الهوى |
لأيِّهما أبغي دواءَ الطَّبائبِ |
لقدْ شرقتْ عيني "بعبدة َ" غادياً |
ودَبَّتْ لِقَتْلِي مِنْ هَوَاهَا عقاربي |
فوالله ما أدري أبي منْ طلابها |
جنونٌ أم استحدثتُ إحدى العجائبِ |
إِذَا ذُكِرَتْ دَارَ الْهَوَى بمَسَامِعِي |
كما دارت الصَّهباءُ في رأسِ شاربِ |
هِيَ الرَّوحُ من نَفْسِي ولِلْعَيْنِ قُرَّة ٌ |
فداءٌ لها نفسي وعيني وحاجبي |
فَإِنْ يَكُ عَنِّي وَجْهُهَا الْيَوْمَ غَالباً |
فَلَيْسَ فُؤَادِي مِن هَوَاهَا بِغَائبِ |