أأرقتَ بعدَ رقادكَ الأوَّابِ |
بَهَوَاكَ أمْ بِخَيَالِهِ الْمُنْتَابِ |
نَعَقَ الْغُرَابُ فَخَنَّقَتْنِي عَبْرَة ٌ |
وبكيتُ من جزعٍ على الأحبابِ |
يَا رُبَّ قَائِلَة ٍ ـ وغُيِّبَ عِلْمُهَا ـ: |
ماذا يهيجكَ من نعيقِ غرابِ |
كاتمتها أمري وما شعرتْ بهِ |
وَكَذَاكَ قَدْ كَاتَمْتُهُ أصْحَابِي |
ودواءُ عيني - قد علمتُ - وداؤها |
رَيَّا الْبَنَانِ كَدُمْيَة ِ الْمِحْرَابِ |
في نأيها وصبٌ عليَّ مبرِّحٌ |
ودُنُوُّها شافٍ مِن الأَوصابِ |
تمْشِي إِذَا خَرَجَتْ إِلَى جاراتها |
مشيَ الحبابِ معرضاً لحبابِ |
خَوْدٌ إِذَا انْتَقَبَتْ سَبَتْك بِنَظْرة ٍ |
وأغرَّ أبلجَ غيرَ ذاتِ نقابِ |
تعْتلُّ إِنْ شَهِدَ الأَمِيرُ بِقُرْبِهِ |
وإذا نأى وجلتْ من الحجَّابِ |
وعتابِ يومٍ لو أجبتك طائعاً |
قَصُرَ الْوِصالُ بِهِ وطالَ عِتَابِي |
لكنْ رأيتُ من السُّكوتِ يديهة ً |
فشَددْتُ وصْلَكُمُ بِترْكِ جَوَابِي |
إِنِّي علَى خُلْفِ الْمَواعِدِ مِنْكُمُ |
صابٍ إِليْك ولسْتُ بالْمُتَصَابِي |