لا تبغ شر امرىء شرا من الداء بشار بن برد

لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء

وَاقْدَحْ بِحِلْمٍ وَلاَ تَقْدَحْ بِشَحْنَاء

مالي وأنتَ ضعيفٌ غيرَ مرتقبٍ

أبقي عليكَ وتفري غيرَ إبقاء

مَهْلاً فَإِنَّ حِيَاضَ الحَرْبِ مُتْرَعَة ٌ

مِن الذُّعَافِ مُرَارٌ تَحْتَ حَلْوَاء

أحِينَ طُلْتَ عَلَى مَنْ قَالَ قَافِية ً

وطَالَ شِعْري بِحَيٍّ بَعْدَ أحْيَاء

ألزمتِ عينكَ من بغضائنا حولاً

لو قد وسمتكَ عادتْ غيرَ حولاء

اطْلُبْ رِضَايَ ولا تَطْلُبْ مُشَاغَبَتِي

لا يَحْمِلُ الضَّرِعُ المُقْوَرُّ أعْبَائي

أنا المرعَّثُ لا أخفى على أحدٍ

ذرَّت بي الشَّمسُ للدَّاني وللنَّائي

يغدو الخليفة ُ مثلي في محاسنهِ

ولستَ مثلي فنم يا ماضغَ الماء

إِنِّي إِذَا شَغَلَتْ قَوْماً فِقَاحُهُمُ

رحبُ المسالكِ نهَّاضٌ ببزلاء

يثوي الوفودُ وأدعى قبلَ يومهمُ

إِلَى الحِبَاء ولَمْ أحْضُرْ بِرَقَّاء

لَوْ كَانَ« يَحْيَى » تَمِيمِيًّا أسَأتُ بِهِ

لكنهُ قرشيٌّ فرخُ بطحاء

«يَحْيَى » فَتًى هَاشِمِيٌّ عَزَّ جَانِبُهُ

فَلاَ يُلاَمُ وَإِنْ أجْرَى مَعَ الشَّاء

نِعْمَ الفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ لا نُدَافعُهُ

عَنِ النَّبِيِّ وإِنْ كَانَ ابْنَ كَلاَّء

ما زالَ في سرَّة ِ البطحاء منبتهُ

مقابلاً بينَ برديٍّ وحلفاء

يَا آسَدَ الحَيِّ إِنْ رَاحُوا لِمَأدُبَة ٍ

وَثَعْلَبَ الحَيِّ إِنْ ذَافُوا لأَعْدَاء

لاَ تَحْسَبَنِّي كَأيَرٍ بِتَّ تَمْسَحُهُ

كيما يقومُ ويأبى غيرَ إغفاء

قَدْ سَبَّحَ النَّاسُ مِنْ وَسْمِي«أبَا عُمَرٍ»

فَهَلْ رَبَعْتَ عَلَى تَسْبِيح قَرَّاء

كَوَيْتُ قَوْماً بِمِكْوَاتِي فَمَا صَبَرُوا

على العقابِ وقد دبُّوا بدهياء

وُرُبَّمَا أغْرَقَ الأَدْنَى فقُلْتُ لَهُ

إن كانَ من نفري أو نجلَ آبائي

قلْ ما بدا لك من زورٍ ومن كذب

حلمي أصمُّ وأذني غيرُ صمَّاء

يَنْزو اللَّئِيمُ وَلَوْ ألْقَيْتَ مِئزَرَهُ

لاحتْ بوجعائهِ آثارُ كوَّاء

مَا زِلْتَ تُطْعَنُ بِالْمَلْعُونِ في دُبُرٍ

حَتَّى اشْتَرَيْتَ حُلاقاً في اسْتِ خَرَّاء

هلاَّ مَنَعْتُمْ «بَنِي وَادَانَ» أمَّكُمُ

مِنَ الْمُوَسَّم إِذْ يَسْرِي بِقَنْفَاء

بتَّم نياماً وباتَ العلجُ ينفضُها

فِي لَيْلَة ٍ مِثْلِ ضَوْء الصُّبْحِ قَمْرَاء

وَيْلُ کمِّهِ نَبَطِيًّا فَضَّ خَاتَمَهَا

بفيشة ٍ مثل رأسِ الكلبِ جوفاء