ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ |
ومجْلسَ لهوٍ طَابَ بَين شُرُوب |
وبالحرة البضاء أذكرني الصبا |
خيال وتغريد الحمام نكوبِ |
فأرسلْتُ دمْعي واسْتترْتُ من الْفتى |
مخافة نمامٍ علي كذوبِ |
وقد يذكر المشتاقُ بعض زمانه |
فيبكي ولا يبكي لموت حبيب |
وكنتُ إذا راحت علي صبابة ٌ |
بكيتُ بها عيني برد نحيبِ |
فللَّهِ درُّ الرَّائحات عشيَّة ً |
يزفن لقد فجعنني بطليب |
أخي مَرْيُحَنَّا هلْ فُجِعْتَ بغادة ٍ |
كعابٍ وهل ناهزت مثل نصيبي |
ليالي أسرابُ النساء يزدنني |
جنى ً بين ريحانٍ أغر وكوب |
إِذا شئْتُ غنَّتْني فتاة ٌ بمِزْهر |
علَى الرَّاح أوْ غنَّيْتُها بقضيب |
فما دعاني الهاشمي أجبتهُ |
ولا خير في المملوك غير مجيب |
فأصبحت خدناً للجواري من الجوى |
فأصبح واديهن غير عشيبِ |
حَسَرْتُ الْهَوَى عنِّي زماناً ورُبَّما |
لهوت وما لهو الفتى بغريب |
فَيَا لكِ أيَّاماً سُلبْتُ نَعيمَها |
ويا لك دهراً فاتني بلغيبِ |
علَى زيْنبٍ منِّي السَّلاَمُ ومثْلُهُ |
على شجنٍ بين الصبا وجنوب |
فهذا أوان لا أعوجُ على الصبى |
سمعْتُ لعُذَّالي ونَامَ رَقيبِي |
وقدْ جاءَني منْ بَاهِليٍّ يسُبُّني |
فأعرضتُ إن الباهليَّ جنيبي |
وقُلْتُ بدعْوى عامرٍ: يَالَ عَامرٍ |
أيشتمني الزنجي غير دبيب |
دعوني وإني من ورائي معضدٌ |
كفيْتُكُمُ رَايَ اسْتِهِ بذَنُوب |
إذا شبع الزنجي سبَّ إلههُ |
وألَّبَ منْ زِنْجٍ علَيَّ وَنُوب |
أوائلُ قدْ قرَّبْتِ غَيْرَ مُقَرَّبٍ |
وَناسَبْت كَلْباً كَانَ غَيْرَ نَسيب |
بني وائلٍ إن الصغير بمثله |
كَبيرٌ فَلاَ تَسْتَعْجلُوا بمُهيب |
عَلَى أهْلهَا تَجْني بَرَاقِشُ فَاتَّقٌوا |
جناية َ عبدٍ واسعدوا بقلوبِ |
صَغيرُ الأَذى يَدْعُو كبيراً لأَهْله |
وتَفْتضحُ الْقُرْبَى بذنْبِ غريبِ |
أرَى خَلَقاً قدْ شاب قبْل جنايَة |
فهَلاَّ وَهبْتُمْ قَلْبَهُ لمَشِيب |
لحا الله قوماً وسطوا الكلب فيهمُ |
شتِيمَ المُحَيَّا عاشَ غيْرَ أديب |
سَرُوقاً لِمَا لاقى طَرُوباً إِلى الزُّبَى |
وهل تجد الزنجي غير طروب |
إذا حزّ فيه النصلُ حز عجانهُ |
فراح بأيرٍ للفضوح مثيبش |
فيَا عجبَا لاَ يَتَّقِي الزنْجُ شرَّهُ |
وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّه عنْد هُبُوب |
أقولُ وقد ناك الخليق بناته |
وأحفى بنوهُ أمهم بركوب |
بَنِي خلَقٍ مَا أَحْلَم اللَّهُ عَنْكُمُ |
على خبثاتٍ فيكم وذنوبُ |
أراكم أناساً سمنكم في أديمكم |
مجنتم فلا تستغفرون لحوب |
كَأنَّكُمُ لَمْ تَسْمَعُوا بقيَامَة ٍ |
ولَمْ تَشْعُرُوا في دينكُمْ بحَسيب |
أفيقُوا بَنِي الزَّنْجيِّ إِنَّ سَبيلَكُمْ |
سَبيلُ أبيكُمْ لَحْمُهُ لكُلُوب |
ومولى أبيكم فاطرحوه لأكلبٍ |
وَلاَ يُدْفَنُ الزَّنْجيُّ بَيْنَ رُبُوب |
ونُبِّئْتُ فزراً قَلْطَبَانَ نِسَائِه |
ضَرُوباً علَى أسْتَاهِهِنَّ بِطِيبِ |
وقد ناك فزر كلثماً غير مرة ً |
ولكنهُ قد قاءها بشبيب |
لحا الله فزراً ما أظلَّ مكانهُ |
وأعْجَبَهُ قَدْ فَاقَ كُلَّ عَجيب |
إِذَا قُلْت: مَنْ فِزْرٌ؟ أجَابَك قَائلٌ: |
شريكُ أبيه في اسْت أمِّ حِبيب |
أَلاَ أيُّهَا الفَادي ولَمْ أقْض نُسْخَتِي |
يُعاتبُني في الجُود غَيْرَ مُصيب |
قَعيدَكَ أنْ تَنْهَى امْرَأً عَنْ طِبَاعه |
يجود ويغدو ناصباً بعتيب |
بدَأْتَ بِنُوكٍ وَانْثنَيْتَ بجهْلَة ٍ |
وما طاعتي إلا لكلِّ لبيب |
سأرعى الذي يرعى من الذنب غادياً |
وأكْرِمُ نَفْسي عَنْ دَسيس مُريب |
لِفِزْرٍ صنيعُ الْقلْطبَانِ بأخْته |
فليس بمأمون بظهر مغيب |
كسوبٌ بأختيه وقينة ِ تاجرٍ |
وما كان في كُتَّابه بِكَسُوب |
إذا هو لاقى أمَّهُ دبر استها |
تولى بأيرٍ للواطِ خضيبِ |