ما بالُ عَيْنِكَ دمْعُها مَسْكُوبُ
|
حُرِبَتْ وأنْت بدمْعها محْرُوبُ
|
وكذاك مَن صحب الحوادث لم تزل
|
تأتي عليه سلامة ٌ ونكوب
|
إن الرزية لا رزية مثلها
|
يومَ ابنُ حفص في الدِّماء خَضِيب
|
لا يستجيب ولا يحيرُ لسانهُ
|
ولقد يَحيرُ لسانهُ ويُجيب
|
غُلب العزاءُ على ابن حفص والأَسَى
|
إِنَّ العَزَاء بمثله مَغْلوب
|
يا أرضُ وَيْحَكِ أكْرميه فإنه
|
لم يَبْقَ للعَتكِيِّ فيكِ ضريبُ
|
أبهى على خَشَبِ المنابِر قائماً
|
يوماً وأحربَ إذ تشبُّ حروب
|
إِذ قيل أَصبح في المقابر ثاوياً
|
عمرٌ وشُقَّ لِواؤه المنصوب
|
وبَكَيتُ إِذ بَكَت العَتِيكُ لِبَدْرِها
|
أودى فبدرُ سمائها مسلوب
|
يا ويح فاطمة َ التي فجعت به
|
وتشققت منها عليه جيوبُ
|
إني لأعلمُ إذ تضمنهُ الثرى
|
أنْ سوْف تكْمدُ بعْدهُ وتذُوبُ
|
وَظلِلْتُ أنْدُبُ سيْف آل مُحمَّدٍ
|
عمراً وجلَّ هنالك المندوبُ
|
فعليْك يا عُمر السَّلاَمُ فإنَّنا
|
باكُوك ما هبَّتْ صباً وجنُوبُ
|