أرسلت خلتي من الدمع غربا |
ثم قالت: صبوت بل كنت صبا |
قُلْتُ: كلاَّ لاَ بلْ صفا لكِ حتَّى |
زادكِ اللَّه يا عُبيْدة ُ حُبَّا |
ما تعرضتُ للكوانس في الستر |
ولا العارضات سرباً فسربا |
أنْتِ كَدَّرْتِ شِرْبَهُنَّ فأصْبَحْـ |
ـنَ غِضاباً علَيَّ يذْمُمْن شِرْبا |
وتلافيتني بذلك عنهن |
وأنْسٍ يُصَب لِلْحُبِّ صبَّا |
فلهُنَّ الطَّلاَقُ مِنِّي، ومنِّي |
لك طُولَ الصَّفَاء والْوُدِّ عذْبا |
فاطْمئِنِّي ملكْتِ نَفْسِي وقلْبِي |
وهُمُومِي فما يُجاوِزْن وصْبا |
لاَ تخافِي علَى مكانِكِ عِنْدِي |
عوْضُ ما هلَّل الْحجِيجُ ولبَّى |
إِنَّ قلْبِي ملآنُ مِنْ حُبِّكِ الْمحْـ |
ـضِ فحسْبِي مِنْ حُبِّي ثِنْتيْنِ حسْبا |
ضِقْتُ عنْ كُرْبة ِ الْعِتابِ فحسْبِي |
لا تزيدي حبيب نفسك كربا |
ويْحَ نفْسِي، أكُلَّما دَبَّ واشٍ |
بحديثٍ وثبت للهجر وثبا |
ما كذا يصنع المحبُّ فقري |
أين منا من لا يقارف ذنبا |
لم يكن لي رب سوى الله يا عبد |
فما لي اتَّخذْتُ وجْهَكِ ربَّا |
إِنَّنِي واهِبٌ لِوجْهِكِ نفْسِي |
فاقبلي ما وهبت نفساً وقلبا |
ولقد قلتُ للذي لامني فيـ |
ك جهاراً وما تقنعتُ خبَّا |
رُحْتَ صُلْباً ولوْ شَرِبْتَ مِن الْحُبِّ |
بِكأسِي لما تَرَوَّحْتَ صُلْبا |
فاترك اللوم في عبيدة إني |
تاركٌ منْ يلُومُ فِي تِلْك جَنْبا |
حدَّثتْنِي الْعُيُونَ عنْها فحالفْـ |
ت المصلى أدعو إلهي مكبا |
كدُعاء الْمْكرُوبِ فِي لُجَّة ِ الْبحْـ |
ـرِ يُنادي الرَّحْمنَ رغْباً ورَهْبَا |
فاسْتجاب الدَّعاءَ واسْتوْجب الشُّكْـ |
ر إلهٌ قريب ازداد قربا |
كَانَ مَا كَان بِي مِنَ الوَصْفِ عَنْهَا |
ثم عاينتُ ذاك فازددت عجبا |
هي رود الشباب فاترة ُ الطر |
ف تدرَّى مثل العريش اسلحبا |
عقِبُ الُمنْكِبَيْنِ عنْ مسْبَحِ الْقُرْ |
ب برود اللثات يبرقن شنبا |
يشْبعُ الْحِجْلُ والدَّمالِيجُ والسُّو |
ر بجم يلبسن بالعين طبا |
وثقال الأرداف مهضومة ُ الكشـ |
ـحِ كغُصْنِ الرَّيْحانِ يهْتزُّ رَطبا |
إن أمتَّع بها فيا نعمة اللـ |
ـهِ! وإِنْ يَنْحرِمْ فويْلِي مُحِبَّا! |