تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ |
وَكُنَّا حَلِيفَيْ خُلَّة ٍ فاضْمَحَلَّتِ |
تغيبُ أعداء الهوى عن حبيبها |
وَكَانَ لَهَا رَأيُ النّسَاءِ فَضَلَّت |
رَأَتْنِي تَرَفَّعْتُ الشَّبَابَ فَأعْرَضَتْ |
بِشِقٍّ فَمَا أَدْرِي: طَغْتْ أمْ أدَلَّتْ |
وَمَا سُمْتُهَا هُوناً فَتَأبَى قَبُولَهُ |
وَلَكِنَّمَا طَالَ الصَّفَاءُ فَمَلَّتِ |
فَيَا عَجَبَا زَيَّنْتُ نَفْسِي بِحُبِّها |
وزانت بهجري نفسها وتحلتِ |
لَوَتْ حَاجَتِي عِنْدَ اللِّقَاءِ وَأَنْكَرَتْ |
مواعيد قد صامت بهن وصلت |
وَلَوْلا أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ سَقَيْتُهَا |
أوَاماً يُنَاجِينَا لهَا حَيْثُ حَلَّتِ |
وما واهن البزلاء مثل مشيعٍ |
إِذَا قَامَ بالْجُلَّى عَلَتْ وَتَجَلَّت |
قعيدك أخْرَى لا تَبيعُ مَوَدَّتِي |
بودٍّ ولا تخشى إذا ما تولت |
فبيني كما بان الشباب إذا مضى |
وكانت يد منه على فولت |
فَقَدْ كُنْتُ في ظلِّ الْعَذَارَى مُرَفَّلاً |
أحب وأعطي حاجتي حيث حلت |
فَغَيَّرَ ذَاكَ الْعَيْشَ تَاجٌ لَبسْتُهُ |
وطاعة والٍ أحرمت وأحلت |
وَنُبِّئْتُ نسْوَاناً كَرِهْنَ تَحلُّمي |
ولله أوبي أكثرت أم أقلت |
إذا أنا لم أعط الخليفة طائعاً |
يَمينِي فَلاَ قَامَتْ لكَأسٍ وَشَلَّت |
لَقَدْ أرْسَلَتْ صَفْرَاءُ نَحْوي رَسُولَهَا |
لتجعلني صفراء ممن أظلت |
فمن مبلغٌ عني قريشاً رسالة ً |
وأفناء قيس حيث سارت وحلت |
بأنَّا تَدَارَكْنَا ضُبَيْعَة َ بَعْدَمَا |
أغارت على أهل الحمى ثم ولت |
وَقَدْ نَزَلُوا يَوْماً بأوضَاحِ كَامِلِ |
ولأياً بلاي من اضاخ استقلت |
فَسَارَ إِلَيْهمْ من نُمَيْر بْن عَامِرٍ |
فوارس قتل المقرفين استحلت |
فما لحقت أهل اليمامة عامرٌ |
على الخيل حتى أسأرت وأكلت |
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا زَلَّت النَّعْلُ زَلَّة ً |
بأقْدَامهمْ، تَعْساً لَهُمْ حَيْثُ زَلَّت |
فشك نمير بالقنا صفحاتهم |
وكم ثم من نذرٍ لها قد أحلت |
وَتَرْمِي عُقَيْلٌ كُلَّ عَيْنٍ وَجَبْهَة ٍ |
وَتَنْتَظمُ الأَبْدَان حَيْثُ احْزَألَّت |
وَلَمَّا لَحقْنَاهُمْ كَأنَّا سَحابَة ٌ |
منَ الْمُلمِعَات الْبرْقَ حينَ اسْتَهَلَّت |
صففنا وصفوا مقبلين كأنهم |
أسود الأشاري استتبلت وأدلت |
تركنا على النشناش بكر بن وائل |
وقد نهلت منها السيوف وعلت |
غداة أرى ابن الوازع السيف حتفهُ |
وقد ضربت يمنى يديه فشلت |
وأفلت يمري ذات عقبٍ كأنها |
حذارية ٌ من رأس نيقٍ تدلتِ |
وبالفلج العادي قتلى إذا التقت |
عليها ضباع الجر بانت وضلتِ |