ما لكمُ لا تغضبون للهوى
|
و تعرفون الغدرَ فيه والوفا
|
إن كنتمُ من أهله فانتصروا
|
من ظالمي أو فاخرجوا منه براَ
|
أما ترون كيف نام وحمى
|
عيني الكرى فلم ينم ظبيُ الحمى
|
و كيف خلاني بطيئا قدمى
|
عنه ومرّ سابقا مع الونى
|
غضبانُ يا لهفيَ كم أرضيته
|
لو كان يرضى المتجنى بالرضا
|
ما لدليلٍ نصلتْ ركابهُ
|
من الدجى حاملة ً شمسَ الضحى
|
ضلَّ ولو كان له قلبي اهتدى
|
بناره أو شام جفنيَّ سقى
|
قالوا الغضا ثم تنفستُ لهم
|
فهم يدوسون الحصا جمرَ الغضا
|
بين الحدوج مترفٌ يزعجهُ
|
لينُ مهادٍ ورفيقاتُ الخطا
|
عارضني يذكرني الغصنَ به
|
و أين منه ما استقام وانثنى
|
حيَّ وقربْ بالكثيب طارقا
|
من طيف حسناءَ على الخوفِ سرى
|
عاتبَ عنها واصفاً مودة ً
|
ما أسأرتْ إلا علالاتِ الكرى
|
أضمُّ جفنيَّ عليه فرقاً
|
من الصباح وعلى ذاك انجلى
|
كأنني عجباً به وشعفاً
|
محبة ُ العمدة ِ في حبَّ العلا
|
شمرَ للمجدِ وما تشمرتْ
|
له السنونَ يافعٌ كهلُ الحجا
|
و قام بالرأي فكان أولُ
|
من رأيه وآخرُ الحزمِ سوا
|
سما إلى الغاية حتى بلغتْ
|
همتهُ به السماءَ وسما
|
فابن الملوك بالملوك يقتدى
|
و ابن البحار بالبحار يبتغى
|
سكنتموها فاضحين جودها
|
مبخليها بالسماحِ والندى
|
نشلتم الملكَ وقد تهجمتْ
|
سائلة ٌ بلغت الماءَ الزبى
|
و اعترضت وجهَ الطريق حية ٌ
|
صماءُ لا تصغى لخدعاتِ الرقى َ
|
أنكر فيها الملكُ مجرى تاجهِ
|
و قام عن سريره وقد نبا
|
لفتْ على العراق شطراً وانثنت
|
لفارسٍ فدبَّ سمٌّ وسرى
|
لم تدرِ أنَّ بعمانَ حاوياً
|
ما خرزاتُ سحرهِ إلاّ الظبا
|
يتركها تفحصُ عن نيوبها
|
درداءُ تستافُ الترابَ باللها
|
سبقاً أتتك وحمتك حسرا
|
عن هذه الدولة هاذاك العشا
|
مهلا بني مكرمَ منْ سماحكم
|
قد أثمر المصفرُّ واخضرّ الثرى
|
إن كنتم الغيثَ تبارون به
|
فحسبكم ما يفعل الغيثُ كذا
|
يا نجمُ كانت مقلتي تنظرهُ
|
حتى استنار بدرَ تمًّ واستوى
|
صحبتهُ ريحانة ً فلم يزل
|
دعاى حتى طال غصنا ونما
|
اذكرْ ذكرتَ الخيرَ ما لم تنسهُ
|
من صحبتي ذكركَ أيامَ الصبا
|
و حرمة ً شروطها مكتوبة ٌ
|
على جبين المجدِ راعوا حقَّ ذا
|
ما نعمة ٌ تقسمها إلا أنا
|
بها أحقُّ من جميع منْ ترى
|
أيُّ جمالٍ زنتني اليومَ به
|
زانك بين الناس من مدحي غدا
|
لا تعدمَ الأيامُ أو عبيدكم
|
نعماء منكم تحتذى وتجتدى
|
و لا تزل أنتَ مدى الدهر لنا
|
كهفا إلى أن لا ترى الدهرَ مدى
|
كلُّ صباحٍ واجهتك شمسهُ
|
عيدٌ وكلُّ ليلة ٍ ليلُ منى
|
إن نحروا فرضاً فقم نافلة
|
فانحر عداك حسداً بلا مدى
|
و ابقَ على ما قد أحلَّ محرمٌ
|
و ما دعا عند الطوافِ وسعى
|