أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج |
وأن الذي بيني وبينك ينهج |
إلى الله أشكو أن بالقلب كربة ً |
من الشوق لا تبلى ولا تتفرجُ |
أقول لأصحابي: دعوني وهينة ً |
لبحر الهوى لا شك أني ملجج |
لخشابة َ السلوان والعطر والجنا |
ولي حرقٌ تحت الهوى تتوهج |
تقطَّعُ نفْسِي حسْرة ً بعْد حسرْة ٍ |
إذا قيل: تغدو من غدٍ لا تعرجُ |
ومن نكد الأيام سيقت لعانسٍ |
من اللؤم لا يندى ولا يتبلجُ |
وَلَمْ أعْطَ فِيهَا حِيلَة ً غَيْرَ أنَّنِي |
أحِنُّ إِلّى مَا فَاتَ مِنْهَا وَأنْشِجُ |
دَعَوْتُ بِوَيْلٍ يَوْمَ رَاحَ عَتَادُهَا |
وأودعني الزفزاف ليلة أدلجوا |
وقد زادني وجداً عليها وما درت |
مَجَامِرُ فِي أيْدِي الْجَوَارِي تَأجَّجُ |
بعمن منصور المغيري جمالهُ |
وقلبي له هذا من الحلم أعوج |
وما خرجت فيهن حتى عذلنها |
قِيَاماً وَحَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَخْرُجُ |
فقامت عليها نظرة ٌ واستكانة ٌ |
تَسَاقَطُ كالنشوى حَيَاءً وَتَنْهَجُ |
وَمَا كَانَ مِنِّي الدَّمْعُ حَتَّى تَوَجَّهَتْ |
مَع الصُّبْحِ يَقْفُوهَا الْفَنِيدُ الْمُسَرَّجُ |
فيا عبراً من بينها قبل نيلها |
وَمِنْ سَفَطٍ فِيهِ الْقَوَارِيرُ تَحْرَجُ |
خَرَجْنَ بِهِ فِي حَجْرِ أخْرَى كَأنَّهُ |
بنيُّ ليالٍ في المعاوز يدرج |
وَقَرَّبْنَ مَمْهُودَ السَّراة ِ كَأنَّمَا |
غدا في ديايورد الكسا يترجرجُ |
كَنَجْمِ الدُّجَى إِذْ لاَحَ، لا، بَلْ كَأنَّهُ |
سنا نار نشوانٍ تشبُّ وتبلجُ |
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا بَكَتْ مِنْ دُنُوِّهِ |
وقلنا لها: قومي اركبي الصبح أبلج |
وَفَدَّيْنَهَا كَيْمَا تَخِفَّ فَاعْرَضَتْ |
تَجَشَّمُ مِمَّا سُمْنَهَا وَتَغَنَّجُ |
وَمَا زِلْنَ حَتَّى أَشْرَفَتْ لِعُيُونِهِمْ |
وغنى المغني واليراع المفلج |
ولما جلاها الشمع سبح ناظرٌ |
وكبر رفافٌ وساروا فأرهجوا |
وَمَا صَدَقَتْ رُؤْيَايَ يَحْفُفْنَ مَرْكَباً |
وفي المركب المحفوف بدرُ متوجُ |
ويا كبدا قد أنضج الشوق نصفها |
ونصفٌ على نار الصبابة ينضج |
إذا ركبت منا بليلٍ فقل لها: |
علَيْكِ سَلاَمٌ مَاتَ مَنْ يَتَزَوَّجُ |
بَكَيْتُ وَمَا فِي الْعَيْنِ مِنِّي خَلِيفَة ٌ |
وَلَكِنَّ أحْزَاناً عَلَيَّ تَوَلَّجُ |
ولو مت كان الموت خيراً من الشقا |
وما للفتى مما قضى الله مخرجُ |