صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ |
وأصبح عانداً حبل النصاح |
وكنت من المزاح أكاد أسلو |
فَقَدْ لاَقَيْتُ قَاطِعَة َ الْمِزَاحِ |
أَبِيتُ مُرَوَّعاً وَأظَلُّ صَبّاً |
كأن القلب مني ذو جناحِ |
وَمَنْ يَكُ ذَاقَ مِنْ عِشْقِي قَرَاحاً |
فإني قد شربت من القراح |
ولست بذاكرٍ "عباد" إلا |
تَبَادَرَتِ الْمَدَامعُ بِانْسِفَاحِ |
ولا أنسى غداة بكت وقالت: |
أتَغْدُو أمْ تَرُوحُ مِنَ الرَّوَاحِ |
فَقُلْتُ لَهَا: الرَّوَاحُ بِذَاكِ أحجى |
وَأقْرَبُ بِالْمُحب مِنَ الصَّبَاحِ |
يلومك في مودتها "سعيد" |
وَمَا في حُبِّ «عَبْدَة َ» مِن جُنَاحِ |
فغرك أن لومك يا "سعيد" |
بِتَمْنَعَ بَلْ أحَرُّ مِنَ النِّزَاحِ |
فَدَعْ لَوْمَ المُحِبِّ إِذَا تَهَادَى |
به حب النساء لحاك لاح |
فَإِنَّكَ لاَ تَرُدُّ هَوى بِلَوْمٍ |
ولا طرب المتيم بامصاح |
تُعَلِّلُ حِينَ نَسْأَلُهُا نَوَالاً |
حراداً بالتدلل والمزاح |
كأن بريقها عسلاً جنياً |
وطعم الزنجبيل وريح راحِ |
تراخت في النعيم فلم تنلها |
حواسد أعين الزرق القباح |
نعم علقتها فلها حياتي |
هدايا الحب في نفس الرياح |
وإن أهلك فدام علي هلكي |
لها طول السلامة والصلاح |
طَرَحْتِ مَوَدَّتِي وَصَرَمْتِ حَبْلِي |
ولم أهمم لودك باطراح |
فَجُودِي بالوِصالِ لِمُسْتَهَامٍ |
بذكْرِكِ فِي الْمَسَاء وَفي الصَّبَاحِ |
يَهِيمُ بِكُمْ وَقَدْ دَلَفَتْ إِلَيْهِ |
جُيُوشُ الحُبِّ بالمَوْتِ الصُّرَاح |
طبيبي داوني وتأن سقمي |
لَكَ الْيَوْمَ التِّلاَدُ عَلَى النَّجَاحِ |
إذا سليتني أوهجت منها |
فؤاداً لا يساعف بارتياح |
وكيف شفاءُ مختبلٍ حزينٍ |
بِشَبْعَى الْحَجْلِ جَائِعَة ِ الْوِشَاحِ |