أقمت وأجريت الصبا ما وحى واح
|
وَأمْسَكْتُ عَنْ بَابِ الضَّلاَلَة ِ مِفْتَاحي
|
وَقَالَ الْعَذَارَى : لَيْسَ فيكَ بَقِيَّة ٌ
|
كذبن يحز السيف في الطبع الضاحي
|
تَمَتَّعْتُ مِنْ وُدِّ الشِّبَابِ الذِي مَضَى
|
مع البيض أسقى رقهن مع الراح
|
وَوادُ الْعَذَارَى زَائِرٌ وَمُرَدَّناً
|
يَطُفْنَ بِذَيَّالِ السَّرَابِيلِ مِسْفَاح
|
من القادة المسأذنين إذا غدا
|
كأن على أعطافه ضوء مصباح
|
لقدْ كانَ يَوْمِي بِالْجُديْدِ مُشَهَّراً
|
وَأيَّامُ ذِي ضَالٍ وَيَوْمٌ بِذِي ضَاح
|
ليالي أغدو بينهنَّ مرفلاً
|
أحبُّ وأعطى حاجتي غير ملحاح
|
فَغَيَّرَ ذَاكَ الْعَيْشَ تَاجٌ لَبِسْتُهُ
|
وطاعة ُ مهدي كفت قول نصاح
|
فَمِالآنَ لا أسْرِي إِلَى أمِّ مَالِكٍ
|
بعتبى ولا أصغي إلى قول قرواحِ
|
تمثل لي وجه الخليفة دونها
|
فقل في حبيبٍ دونهُ أسدُ شاح
|
وندمان صدق قد وصلت حديثهُ
|
بأزهر مجاجِ المدامة نباح
|
إذا فرغت كأس امرئ خر ساجداً
|
وصب لنا صفراء في طيب تفاح
|
عَلَى ذَاكَ حَتَّى رَدَّنِي عَنْ جَهَالَة ٍ
|
وَمَا النَّاسُ إِلاَّ طَالِبُ اللَّهْوَ أوْ صَاح
|
وَلولاَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمدٌ
|
رَجَعْتُ بأخْرَى مِنْ دُمَى النَّاسِ مِلْوَاح
|
لها نصفاتٌ حولها يستلمنها
|
كَمَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ النَّوَاسِكُ بالرَّاح
|
إِذَا نَظَرتْ حالَتْ بها عيْنُ ناظِرٍ
|
وأودت بألبابٍ وألوت بأرواح
|
فَقُلْتُ لَها: بان الشَّبابُ فقدْ مضى
|
وصاحبني غيظٌ لغيران منباحِ
|
لَعلَّكِ أن لاَ تَعْرِفِينِي بِمْثْلِهِا
|
هداني أمير المؤمنين بمصباح
|
فآلَيْتُ: لا آلُو الخلِيفة طَاعة ً
|
ولا أبتغي إذناً على ذات أوشاح
|
تركت تجارات المعازف رائحاً
|
وأعرضت عن راحٍ وعن قينتي راحِ
|