طَالَ لَيْلِي وبات قَلْبِي جَنَاحَا |
ومللْتُ الْعُذَّالَ والنُّصَّاحَا |
يأمرون المحبَّ بالصبر عمَّن |
قدْ برى الْحُبُّ جِسْمه فاسْتطَاحَا |
بئس ما يأمرون مستشعرَ الهمِّ |
يُقاسِي مِنْ عبْدة الأَتْراحَا |
أيها الْقارىء المُذَكِّرُ باللَّهِ: |
ترى في وِصال حِبٍّ جُنَاحَا |
قال: لا بأس بالحديث إذا ما |
لم يزيدا على الحديث جماحا |
أيُّ خيرٍ يا عون يرجو محبٌّ |
في سواد الفؤاد منه براحا |
كَيْف يرْجو سُلُوَّ صَبٍّ حَزِينٍ |
زَادَهُ الْحُبُّ حينَ شَاعَ ارْتِيَاحَا |
إِنْ تَكُنْ إِنَّمَا تَرُوحُ وَتَغْدُو |
بانْتِصَاح فَمَا أرِيدُ انْتِصَاحَا |
فَدَعِ الغَدْوَ وَالرَّوَاحَ عَلَيْنَا |
ما غدا حبُّها علينا وراحا |
قد كتمتُ الهوى مليَّاً فلمَّا |
ضِقْتُ ذَرْعاً بِحُبِّ عَبْدَة َ بَاحَا |
ليت شعري عن أمِّ عمرو وعمرو |
لَمَ يكُنْ جاهِلاً ولا مزَّاحا |
أحدِيثٌ مِنْها رماهُ بِطَبٍّ |
لَيْته مات قبْلَها فاستراحا |
بل يرجِّي ما لا ينالُ ولولا |
ما يرجِّي اكتسى المسوح وساحا |
أمَّ عمْرو ما زال حُبُّكِ يَغْتا |
ل عزائي حتى افتضحت افتضاحا |
كيف لا ترحمين شخصاً محباً |
مَيِّتاً مِنْ هواكِ مَوْتاً صُرَاحَا |
كان يرْعَى المصْبَاح حِيناً فلمَّا |
ضافهُ الحُبُّ ضيَّع المصْبَاحا |
إِنْ تكُونِي أَرَدْتِ أنْ تفَجعيهِ |
بمزاحٍ فقد قطعتِ المزاحا |
وَاصلاً للْحَيَاة ِ مِنْهَا وَإِنْ عَا |
شَ وماتتْ بكى عليها وناحا |
إن شَهِدْتَ الْوَفَاة َ يَا عَوْنُ مِنِّي |
فِي مَقامٍ وَكُنْت تنْوِي صَلاحا |
فادْعُ سِرْبَ الملاح يَشْهدْنَ مَوْتي |
بحنوطٍ إني أحبُّ الملاحا |
مِنْ هَوَى عَبْدَة َ الْبَخِيلَة ِ أنِّي |
لا أرى غيرها لقلبي رواحا |
أنتَ عونُ الشَّيطانِ إن لم تعنِّي |
فارع ما قلتُ تشفِ منِّي قماحا |
وَادْعُ قوْمِي بِأمِّ عمْرو فإِنِّي |
عاقدٌ حبَّها عليَّ وشاحا |
مُسْتَهامُ النَّهارِ مرْتِفقُ اللَّيْلِ |
إلى أن أعاينَ الإصباحا |
لم أزل مِن هوى عُبيدة أهوى |
ما يليها حتَّى هويتُ الرِّياحا |
لستُ أنسى غداة َ قامت تهادى |
لِلْمُصَلَّى فطارَ قَلْبِي وَطَاحَا |
في نِسَاءٍ إِذا أرَدْنَ ضِيَاء |
لِظَلاَم جَعَلْنَهَا مصْبَاحَا |
فأضَاءَتْ لَهُنَّ دَاجِيَة َ اللَّيْلِ |
وجلَّت عمَّا تجنُّ الوحاحَا |