فُتنَ المرعَّث بعدَ طولِ تصاحِ
|
وَصَبَا وَمَلَّ مَقَالَة َ النُّصَّاح
|
وأصابهُ سحرُ البخيلة ِ بعدَ ما
|
ألِفَ الصَّلاَة َ وَعَاذَ بالمسْبَاح
|
فتعرضت لكَ للَّذي حاذرتهُ
|
حَوْرَاءُ في عِقْدِ لَهَا وَوِشَاحِ
|
خودٌ إذا جنح الظَّلامُ فإنها
|
تَكْفِي الأَوَانِسَ فَقْدَة َ المِصبَاحِ
|
وَلَوَ أنَّهَا دَاوَتْ صَدًى مِنْ هائِمٍ
|
حَرَّانَ يَنْظُرُ غَفْلَة َ الميَّاحِ
|
شَفَتِ الْغَلِيلَ وَلَمْ تُنَلْ بِمَلاَمَة ٍ
|
وَشِفَاءُ مَنْ تَيَّمْتِ غَيْرُ جُنَاحِ
|
إن البخيلة َ لو يميلُ بها الصِّبى
|
كالقنو مالَ على أبي الدحداحِ
|
أتَنَصُّحاً مَا تَأمُرِينَ فَمِثْلَهَا
|
رَجَعَ النّصِيحُ شَفَى مِنَ الأَبْرَاحِ
|
رَجُلٌ سَيَبْذُلُ لِلطَّبِيبِ تِلاَدَهُ
|
إِنْ كَانَ ذا ثِقَة ٍ لَهُ بِنَجَاحِ
|
وَلَقدْ كَلِفْتُ بهَا وَعَيَّرَنِي الْهَوَى
|
بادي النّصِيحَة ِ سَاكِنُ الأروَاحِ
|
فحلفتُ لا أعطي العواذلَ طاعة ً
|
حتَّى يُقامَ عليَّ بالأنواحِ
|
وِإِذَا هَوِيتَ فَلاَ يُعَيِّرُكَ الْهَوَى
|
إلاَّ مقالة ُ آخرينَ صحاحِ
|
فإذا النديم شكا الصّدى من هامة ٍ
|
عندي شفيتُ صداءهُ بالرّاحِ
|
ممَّا تَضَمَّنَهُ أشَمُّ مُعَمَّمٌ
|
بلحاء باسقة ٍ من الأدواح
|
فإذا أكَّب حكى لسمعكَ ضاحكاً
|
تَحْتَ الْغَمَامَة ِ أوْ دَوِيَّ نُبَاحِ
|
بخروجِ لينة ِ المذاقِ رقيقة ٍ
|
كالدّمعِ تخلطُ لينها بجماحِ
|
حَتَّى أرُوحَ وَقَدْ قَضَيْتُ لُبَانَة ً
|
أندى من المتضيِّف الرّوَّاح
|
لِوصَالِ أخْرَى قَدْ سَلَوْتُ سُلُوَّهَا
|
فأبتْ بناتُ فؤادي المرتاح
|
لَمَّا رَأتْنِي فَوْقَ أجْرَدَ سَابح
|
كالفيءِ معترضاً على أرماحِ
|
سلسَ المقلَّد لا أخفِّض جاشهُ
|
إلاَّ تقاذفَ غربهُ بطماح
|
قالَتْ لِجَارَتِهَا: أتَانَا زَائِرٌ
|
رقَّت له كبدي ولانَ جناحي
|
مَا طَلْتُهُ دَيْناً وَطَالَ طِلاَبُهُ
|
والدينُ منسرحٌ وغيرُ سراحِ
|
فاليَوْمَ أقْضي دَيْنَهُ بِنِيابَتِي
|
في كلِّ غدوة ِ شارقٍ ورواحِ
|