دَعْنِي أمُتْ بِالْهَوَى لا يَلْحَنِي لاَحِ |
ليس المشوقُ إلى الأحباب كالصَّاحي |
لَوْ كُنْتَ تَطْرَبُ لَمْ تُنْكِرْ بُكَا طَرِبٍ |
صَبٍّ عَلى نَفْسِهِ بِالشِّعْرِ نَوَّاح |
خفِّض جشاكَ على نأي الدُّنوِّ بها |
آلَيْتُ أُدْنِي نَصِيحاً مَا وَحَى وَاح |
قد هرّ قبلكَ كلبٌ دون حجرتها |
فَهَلْ فَزِعْتُ لِكَلْبٍ مَر نَبَّاح |
أبى ليَ اللَّعجُ المشبوبُ في كبدي |
وفي فؤادي وأوصالي وأرواحي |
أرتاحُ للرِّيح إن هبَّت يمانية ً |
وأنتَ عندي رخيمٌ غيرُ مرتاح |
لاَ أسْمَعُ الصّوْتَ إِلاَّ صَوْتَ جَارِيَة ٍ |
تدعو إلى أسد من حبِّها شاح |
كأنَّما انتزعت حبِّي بدعوتها |
كَأنَّهَا جَبَلٌ من دُونِ نُصَّاحِي |
رَيَّا الرّوَادِف مِلْوَاحٌ مُنَعَّمَة ٌ |
يا حبَّذا كلُّ ريَّا الرِّدف ملواحُ |
لَمْ تَرْثِ لي مِنْ جَوَى حُبٍّ وَقَدْ ضَحِكَتْ |
عن بارِدٍ كَوَمِيضِ الْبَرْقِ لَمّاح |
كأنّ في طرف عينيها إذا نظرتْ |
بِناظر عٌقَداً مِنْ سِحْرِ سَبَّاح |
تسرُّ عيناً وتلقى الشَّمس غيبتها |
كأنَّمَا خُلقَتْ منْ ضوءِ مِصْبَاحِ |
أمسي أؤمِّلُ جدواها فتخلفني |
وَمَا أزَالُ كَمَا أمْسَيْتُ إِصْبَاحِي |
وَكَيْفَ يُخْلِفُ مَأْمُولٌ لَهُ شَرَفٌ |
مِنْ بَعْدِ مَا قَالَ خَيْراً لامْرىء ٍ ناح |
يلومني صاحبي فيها وقد فتحتْ |
إلى الصَّبَابَة ِ لي بَاباً بمفْتَاح |
خاضتْ منَ الحبِّ ضحضاحاً وما رضيت |
حتى جَشِمْتُ إِلَيْهَا غَيْرَ ضَحْضَاح |
تَسَوّكَتْ لي بِمِسْوَاكٍ لِتُعْلِمَنِي |
مَا طَعْمُ فيهَا وَمَا هَمَّتْ بإصلاح |
لَمّا أتَنْنِي عَلى الْمِسْوَاكِ ريقَتُهَا |
مثلوجة َ الطَّعم مثل الشّهدِ بالرَّاح |
قبلت ما مسَّ فاها ثم قلتُ لهُ: |
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ ذَا الْمِسُوَاكَ يَا صَاح |
قُلْ للرَّبَابِ: ارْجِعِي رُوحِي إلى جَسَدِي |
أوْ عَلِّليني بِوْجهٍ مِنْكِ وَضّاح |
عَلى الْوَسَاوس تُعْفِيني وَتَتْرُكُنِي |
مِنْ بَاكِرٍ بِدَعَاوي الْحُبِّ رَوَّاح |