هبْ من زمانكَ بعضَ الجدّ للعبِ
|
و اهجرْ إلى راحة ٍ شيئاً من التعبِ
|
ما كلُّ ما فات من حظًّ بليتهُ
|
عجزٌ ولا كلُّ ما يأتي بمجتلبِ
|
لا تحسبِ الهمة َ العلياءَ موجبة ً
|
رزقاً على قسمة الأقدارِ لم يجبِ
|
لو كان أفضلُ منْ في الناس أسعدهم
|
ما انحطتِ الشمسُ عن عالٍ من الشهبِ
|
أو كان أسيرُ ما في الأفق أسلمهم
|
دام الهلالُ فلم يمحقْ ولم يغبِ
|
يا سائقَ الركبِ غربياً وراءك لي
|
قلبٌ إلى غير نجدٍ غيرُ منقلبِ
|
تلفتاً فخلال الضيقِ متسعٌ
|
و ربٌّ منجذبٍ في زيً مجتنبِ
|
قفْ ناديا آل بكر في بيوتكمُ
|
بيضاءُ يطربها في حسنها حربى
|
لما رأت أدمة ً نكراً وغائرة ً
|
شهباءَ راكضة ً في الدهم من قضبى
|
لوتْ وقد أضحكتْ رأسي الخطوبُ لها
|
وجهاً إلى الصدّ يبكيني ويضحك بي
|
لا تعجبي اليومَ من بيضائها نظراً
|
إلى سنيّ فمن سودائها عجبي
|
ما زلتُ علماً بأنَّ الهم محترمٌ
|
عمرَ الشبيبة ِ أبكيها ولم أشبِ
|
وسومُ شيبٍ فإن حققتِ ناظرة ً
|
فإنهنّ وسومٌ فيَّ للنوبِ
|
ترى نداماي ما بين الرضافة ِ فال
|
بيضاءِ راوين من خمرٍ ومن طربِ
|
أو عالمين وقد بدلتُ بعدهمُ
|
ما دارُ أنسى وما كأسي وما نشبي
|
فارقتهم فكأني ذاكراً لهمُ
|
نضوٌ تلاقت عليه عضتا قتبِ
|
سقى رضايَ عن الأيام بينهمُ
|
غيثٌ وبان عليها بعدهم غضبي
|
إذ نسكب الماءَ بغضاً للمزاج به
|
و نطعمُ الشهدَ إبقاءً على العنبِ
|
يمشي السقاة علينا بين منتظرٍ
|
بلوغَ كأسٍ ووثابٍ فمستلبِ
|
كأنما قولنا للبابلى أدر
|
حلاوة ً قولنا للمزيدي هبِ
|
فدى على جبانُ الكفَّ مقتصرٌ
|
من الفخار على الموروث بالنسبِ
|
يرى أبوه ولا ترضى مكارمه
|
الأرضُ صحت وأودى الداءُ بالعشبِ
|
و مشبعون من الدنيا وجارهمُ
|
بادى الطوى ضامرُ الجنبين بالسغبِ
|
قل للأمير ولو قلت السماءُ به
|
مفضوحة ُ الجودِ لم تظلمْ ولم تحبِ
|
أعطيتَ مالك حتى ربَّ حادثة ٍ
|
أردتَ فيها الذي تعطى فلم تصبِ
|
لو سمتَ نفسك أن ترتاضَ تجربة ً
|
بحفظ ذاتِ يدٍ يومين لم تطبِ
|
كأنّ مالكَ داءٌ أنت ضامنه
|
فما يصحك إلا علة ُ النشبِ
|
لو كان ينصفك العافون لاحتشموا
|
بعضَ السؤالِ فكفوا أيسرَ الطلبِ
|
يا بدرَ عوفٍ وعوفُ الشمسُ في أسدٍ
|
و أسدٌ شامة ٌ بيضاءُ في العربِ
|
أنتمْ أولو البأسِ والنعماءِ طارفة ٌ
|
أخباركم وعلى ً تلدٌ من الحقبِ
|
أحلى َ القديم حديثاً جاهليتكمْ
|
و قصُّ أسلافكم من رتبة الكتبِ
|
ما كنتمُ مذ جلا الإسلامُ صفحتهُ
|
إلا سيوفَ نبيًّ أو وصى َّ نبي
|
بكم بصفينَ سدَّ الدينُ مسكنهُ
|
و آلُ حربٍ له تحتال في الحربِ
|
و قام بالبصرة الايمانُ منتصباً
|
و الكفرُ في ضبة ٍ جاثٍ على الركب
|
حتى تقيلتها إرثاً وأفضلُ ما
|
نقلتَ دينك شرعاً عن أبٍ قأبِ
|
إذا رأيتَ نجيباً صحَّ مذهبهُ
|
فاقطع بخيرٍ على أبنائه النجبِ
|
لا ضاع بل لم يضعْ يومَ انتصرتَ به
|
و أنت كالوردِ والأعداءُ كالقربِ
|
و قد أتوكَ براياتٍ مكررة ٍ
|
لم تدر قبلك ما اسمُ الفرّ والهربِ
|
تمشي بهم ضمرٌ أدمى روادفها
|
غرورُ فرسانها بالفارسِ الذربِ
|
لما دعوتَ عليا بينهم ضمنتْ
|
لك الولاية َ فيهم ساعدُ العطبِ
|
حكت رؤسَ القنا فيه رؤسهمُ
|
حتى تموهتِ الأعناقُ بالعذبِ
|
و طامعٌ في معاليك ارتقى فهوى
|
و هل يصحُّ مكانُ الرأسِ للذنب
|
ما كان أحوجَ فضلا تمّ فيك إلى
|
عيبٍ بعوذه من أعين النوبِ
|
أحببتكم وبعيدٌ بين دوحتنا
|
فكنتُ بالحبَّ منكم أيَّ مقتربِ
|
و ودُّ سلمانَ أعطاه قرابتهُ
|
يوما ولم تغنِ قربى عن أبي لهبِ
|
و رفعَ الصونُ إلا عن مناقبكم
|
أسبابَ مدحيَ في شعري وفي خطبي
|
فما تراني أبوابُ الملوك مع ال
|
زحام فيها على الأموال والرتبِ
|
قناعة ٌ رغبتْ بي عن زيارة مس
|
دولِ الستورِ وعن تأميلِ محتجبِ
|
و لي عوائدُ جودٍ منك لو طرقت
|
تستامُ ملككَ لم تحرمْ ولم تخبِ
|
ملأتُ بالشكر قلبَ الحافظ الغزلِ ال
|
فؤادِ منها وأذنَ السامعِ الطربِ
|
فرأى ُ جودك في أمثالها لفتى
|
أتاك بالحرمتين الدينِ والأدبِ
|
و منْ توسلَ في أمرٍ فما سببٌ
|
إليك أوكدُ في الأمرين من سببي
|