رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ
|
سميع على بعدِ الدعاءِ مجيبِ
|
و طهرَ فتيانا من الذمَّ طهروا
|
غيوبهمُ أن تنتحى بعيوبِ
|
سواءٌ على عسرى ويسرى وفاؤهم
|
و ألسنهم في مشهدي ومغيبي
|
أحبوا المعالي وهي منصبة ٌ لهم
|
فما قنعوا من وصلها بنصيبِ
|
لجارهمُ من دارهم مثلُ ما لهم
|
على راحة ٍ من عيشهم ولغوبِ
|
إذا جئتهم مستصرخا ثارَ مجدهم
|
بكلَّ مجيبٍ في الخطوب مهيبِ
|
و كرمَ عيشي عندهم وأعاده
|
بما فاض من حسنٍ عليه وطيبِ
|
تعيرني ليلى الوفاءَ بعهدهم
|
على بعدهم أنبتِ غيرَ منيبِ
|
خلقتُ رقيق القلب صعباً تقلبي
|
أرى لبعيدٍ ما أرى لقريبِ
|
و ما زلتُ أهوى كلَّ شيء ألفته
|
و صاحبتهُ حتى ألفتُ مشيبي
|
و تنكرِ أضفاري كأنْ لم ترَ الصبا
|
سقى وَ رقى يوماً وهزَّ قضيبي
|
و لم ألقى َ أشراكا فأثنى حبالها
|
على ما اشتهتْ من أعينٍ وقلوبِ
|
فما زال ممسيَّ الزمانُ ومصبحي
|
بأسماله حتى استردَّ قشيبي
|
فداءُ بني عبد الرحيم وودهم
|
هوى كلَّ ممذوق الوداد مريبِ
|
و لا برحتْ تسقي الحسينَ وعرضهُ
|
بملآنَ من فيض الثناء سكوبِ
|
مجلجلة ُ الأرجاءِ صادقُ برقها
|
حلوبٌ لماء الشعرِ غيرُ خلوبِ
|
مرتها رياحُ الشكر حتى تلاحمتْ
|
بما نسجتها من صباً وجنوبِ
|
فصابت فعمت ما سقته فأخصبتْ
|
على أنها لم تسقِ غيرَ خصيبِ
|
و جازاه ملكا في الجزاء فضيلة ً
|
و أدى ثوابَ الشكر حقَّ مثيبِ
|
أخى وأخى الموروثُ غيرُ موافقٍ
|
و مولاي وابنُ العمّ غيرُ نسيبِ
|
ضميرٌ على حكم اللسان وبعضهم
|
أخو ملقٍ يبلى َ أخوه بذيبِ
|
و عنِ حفظ غيبِ الملكِ نصحا إذا طغى
|
به غلّ أسرارٍ وعينُ غيوبِ
|
فكم غمة عمياء أعضلَ داؤها
|
رماها برأيٍ من نهاهُ طبيبِ
|
و شاهدة ٍ بالفخر أوفتْ صفاتها
|
على كل معنى ً في الجمال عجيبِ
|
أتت شرفاً من سيدٍ وكأنها
|
أتت من محبًّ تحفة ً لحبيبِ
|
صفتْ وضفت حتى استطالت جنوبها
|
بوافٍ ومدتْ باعها برحيبِ
|
و نيطتْ بأخرى مثلها فتظاهرا
|
على ظهر طودٍ في قميص قضيبِ
|
و منحولة ٍ جسمَ الهواءِ نحيلة ٍ
|
كأنّ الهوى فيها رمى بمصيب
|
من الريح لولا أن يذبلَ تحتها
|
وقارك مرتْ عنك مرَّ هبوبِ
|
إذا دقَّ مسا وقعها جلَّ رفعها
|
إلى منصبٍ في القريتين حسيبِ
|
و ذي شيبتين استوقف الصبحَ والدجى
|
على ناصلٍ من لونه وخضيبِ
|
كأنّ السحابَ جونها وبياضها
|
تفرعَ من صافٍ به ومشوبِ
|
تشبثتِ الأبصارُ حتى تمكنتْ
|
و قد كرّ من هادٍ له وسبيبِ
|
توقى الأذى من عرفه بخميلة ٍ
|
و حكَّ الحصى من ذيله بعسيبِ
|
و أعجبه في ردفه ووشاحه
|
ملابسُ تكسو منه كلَّ سليبِ
|
نصيبٌ من الدنيا أتاك ففزْ به
|
و لا تنسَ من فضلِ العطاء نصيبي
|
كفى المهرجان مذكرا وذريعة ً
|
إلى محسنٍ في المكرماتِ مطيبِ
|
بقاؤك ألفاً مثلهَ في كفالتي
|
دعوتُ ومنَّ اللهُ فيك مجيبي
|
فما زال فيكم كلُّ خيرٍ طلبته
|
قضى ليَ في دراكه وعنى بي
|