فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ، |
فاعذريني، أو لا، فمُوتي بدائي |
لو أطعنا للصبر عندَ الرّزايا ، |
ما عرفناه شدة ً من رخاءِ |
أسرع الشيبُ مغرياً لي بهم ، |
كانَ يَدعوه من أحَبِّ الدّعاءِ |
ما لهذا المساء لا يتجلى ، |
أحياءً منه ، سراج السماء! |
قرباه قربا عقال المطايا ، |
واحللا غبها عقال الثواءِ |
تُسعِدَنّ الأقدارُ جُهدي، وإلاّ |
لم أمت في ذا الحيّ موت النساء |
حُرّة ٌ قد يسترعِفُ المرءُ منها |
مَنسِماً، أو مُستنعِلاً بالنّجاء |
أُنفِذتْ في ليلِ التّمامِ، وحنّتْ |
كحنينٍ للصّبِّ يومَ التّنائي |
والدجى قد ينهضُ الصبحُ فيه ، |
قائماً يَنشُرُ ثوبَ الضّياءِ |
مَن لهمٍّ قد باتَ يُشجي فُؤادي، |
ما له حالُ دمعتي من خفاءِ |
إخوة ٌ لي قد فَرّقَتْهُمْ خطوبٌ، |
عَلّمَتْ مُقلَتي طويلَ البُكاءِ |
إن أهاجُوا بآلِ أحمدَ حرباً، |
بينكم ! لا تحلبُوا في إنائي |
وتحلوا عقدَ التملك منكم ، |
بأكفٍ قد خضبت بالدماءِ |
وخليلٍ قد كان مرعى الأماني ، |
ورضى أنفسٍ وحسب الإخاءِ |
غرقتني في لجة البين عنه ، |
فتعلقت في حبال الرجاءِ |
غير أنا من النوى في افتراق ، |
ولقاءٍ تذكرنا في البقاءِ |
وفراقُ الخليلِ قَرحٌ مُمِضٌّ، |
وبه يعرفون أهل الوفاء |
حاذق الود لي بما سرّ نفسي ، |
كان طَبّاً، وعالماً بالشّفاء |
مرسل الجود منه في كل سؤلٍ |
يكلأ المجدَ بين عينِ السخاءِ |
يَعرِفنّ المعروفَ طَبعاً، ويُثني |
بِيدِ الجُودِ في عِنانِ الثّناءِ |
يخفرنْ عزمه بقلبٍ مصيبٍ |
يَتلظّى من فيه نارُ الذّكاءِ |
يكتمنّ الأسرارَ منه ، وفيه ، |
ككمونٍ للعودِ تحت اللحاءِ |
وتُفَلُّ الخطوبُ منه برأيٍ، |
قد جلاهُ بالعزمِ أيَّ جلاءِ |
إن يَحُلْ مِن بَيني وبينكَ بينٌ، |
فلكم من نأيٍ سريعِ اللقاءِ |
ردّ عني تفويقَ سهمك ، حسبي |
فيك ، أقصر تفويقَ سهم الدعاء |
فبها يستحثُّ درُّ الأماني ، |
وبها يُطْلَقَنّ كَيدُ العَنَاءِ |
ربَّ يومٍ بعامرِ الكأسِ ظَلنا، |
نُفرغنّ المُدامَ فيه بماءِ |
في دُجى ليلِنا وطيِّ الحَواشي، |
مُدنَفُ الرّيحِ في قَصيرِ النّقاءِ |
تسقطنّ الأمطار حتى تثنى الـ |
ـنور ، وابتل في جناح الهواء |
فترى للغُدرانِ في كلّ خَفضٍ |
مستقراً كمزنة ٍ في سماء |
زمنٌ مرّ قَد مضَى بنعيمٍ، |
وصباحٌ أسرّنا في مَساءِ |
واجتمعنا بعد التنائي ، ولكن |
لا يُري العالَمينَ عَينَ الرّخاءِ |
أنا مُذ غِبتَ قد أروحُ وأغْدُو |
مِن سرورِ الدّنيا بوِدٍّ خَلاء |
لا أرى في الأنام جمع وفيٍ |
وغَرورٍ. مخاتلٍ في وَفاءِ |
فَضَماني إليكَ ذِكرٌ وشُكرٌ، |
وعلى ربّ العرشِ حسنُ الجزاءِ |