أفلحَ قومٌ إذا دعوا وثبوا
|
لا يرهبون الأخطارَ إن ركبوا
|
تسيقُ نهضاتهم عزائمهمْ
|
أن تستشارَ العاداتُ والعقبُ
|
سارون لا يسألون ما حبسَ ال
|
فجرَ ولا كيف مالت الشهبُ
|
عودهم هجرهم مطالبة َ ال
|
راحة ِ أن يظفروا بما طلبوا
|
و خاب راضٍ بالعجز يصبر لل
|
أوزار مستسلما ويحتسبُ
|
إن فاته حظُّ غيرهِ فله
|
منه اغتيابٌ يشفيه أو عجبُ
|
لا تستريح العلى إلى سكنٍ
|
إلا غلاماً يريحه التعبُ
|
تضمنَ السيرُ صدرَ حاجته
|
و الثقتان التقريبُ والخببُ
|
من مبلغُ البين يومَ دلهني
|
آبَ بما سرَّ بعدك الغيبُ
|
ردَّ شبابي من الحسين كما
|
كان وعادت أياميَ القشبُ
|
يا قادما أتهمُ البشيرَ به
|
من فرحٍ أنَّ صدقه كذبُ
|
سرتَ ونفسي تودُّ في وطني
|
بعدك أنّ المقيمَ مغتربُ
|
أحتشم البدرَ أن أراه فأل
|
حاظى َ عنه بالدمع تحتجبُ
|
و كم تصدى عمداً ليخدعني
|
يسفر عن غيهبٍ وينتقبُ
|
فلم أزده على مسارقة ال
|
جفن ولحظٍ بالكره يستلبُ
|
و عبرة ٍ ريه وحليته
|
يشربُ من مائها ويختضبُ
|
و يوم بينٍ صبرتُ قبلك أن
|
يفوتني الحزمُ فيه والأربُ
|
حملتهُ ثابتَ الحشا ذكرَ ال
|
قلبِ وموجُ الحمولِ مضطربُ
|
سلوانَ أجزى بالصدّ جانيه
|
بملك رأسي إن أظلم الغضبُ
|
و نظرة ٍ حلوة ٍ رددتُ عن ال
|
بيتِ وفيه الجمالُ والحسبُ
|
بسنة غير ما اقتضى أدبُ ال
|
حبَّ حفاظاً وللهوى أدبُ
|
و انقدتُ طوعا في حبل ظالعة
|
تجنبني أو يقالَ مجتنبُ
|
بيضاءَ تقلى بغضاً وأعهدها
|
سوداءَ ترضى حباً وتنتخبُ
|
صاحتْ وراءَ المزاحِ واعظة ً
|
لا يلتقي الأربعونَ واللعبُ
|
أعدى بها الشيبُ وهي واحدة ٌ
|
ألفاً ويعدى الصائحَ الجربُ
|
يا ساكنا ثائر العزيمة م
|
سَّ الصلَّ من تحت لينه يثبُ
|
قد علمَ الملكُ إذ دعاك وحب
|
لُ الرأي واهٍ والشملُ منشعبُ
|
أنّ قلوبا غشا تميل مع ال
|
دولة ِ أهواؤها وتنقلبُ
|
و أنّ سرا متى اصطفاك له
|
أخلصَ ما في إنائهِ الذهبُ
|
لما تجلى وجهُ الحذارِ ولي
|
مَ ابنٌ على غدرهةو خيفَ أبُ
|
رمى بك القصدُ سهمَ منجحة ٍ
|
يسبقُ حرصا حديده العقبُ
|
لم يثنِ فأل الشهورِ عزمته
|
لا صفرٌ عائقٌ ولا رجبُ
|
جرتْ عليه أو مرت الريح تلق
|
اها بوجه أديمه كربُ
|
فليلة ُ الحرى وهي جامدة ٌ
|
له كيوم الجوزاءِ يلتهبُ
|
سفرتَ فيها سفارة َ الليثِ لا
|
يرجعُ إلا في كفه الطلبُ
|
لسعيه ما أهمه الدمُ وال
|
لحم ولكن لغيره السلبُ
|
حتى استقامت على تأودها
|
و انتظمتْ في رؤسها العذبُ
|
جزاك حسنى ما استطاع إن وزنتْ
|
فعلك تلك الأقدامُ والرتبُ
|
أعطاك ما لم تنل يدانِ ولا أم
|
تدّ إلى مطرحِ المنى َ سببُ
|
و ضافياتٍ تطول في مذهب ال
|
ملك إذا شمرتْ وتنسحبُ
|
أهدى َ من مزنة السماء لها
|
ماءٌ ومن نور شمسها لهبُ
|
إذا علتْ منكباً علاَ فعيو
|
نُ الدهر زورٌ عن أفقع نكبُ
|
أوكيت رأساً منها موافيهُ
|
فكلُّ رأسٍ لمجدهِ ذنبُ
|
و صافناتٍ بين المواكب كث
|
بانٌ وفي الروع ضمرٌ قضبُ
|
ضاقت مكانَ الخصور واتسعتْ
|
أضالعاً لا تقلها الأهبُ
|
تغيبُ في جريها قوائمها
|
فما ترى أذرعٌ ولا ركبُ
|
من كلَّ دهماءَ أنسها الليلُ تع
|
زوه إلى لونها وتنتسبُ
|
ثارت فطارت فخاضت الأفقَ ال
|
علويَّ تجتاحه وتنتقبُ
|
فمنْ ثرياه أو مجرته
|
لجامها العسجديُّ واللببُ
|
مواهبٌ لا يربهنَّ أبٌ
|
إلا شفيقٌ على العلا حدبُ
|
من معشرٍ لا يجارُ من طردوا
|
و لا يطيبُ البقاءُ إن غضبوا
|
مثرينَ مجداً ومقترينَ لهى ً
|
و المجدُ طبعٌ والمالُ مكتسبُ
|
فرسان يومِ الطعانِ إن طعنوا
|
بالألسن المشكلاتِ أو ضربوا
|
لا يرجعونَ الكلام كراً من ال
|
عيَّ ولا يعرفون ما كتبوا
|
دعا فؤادي شوقي إليك على ال
|
بعدِ فلبيكَ والمدى كثبُ
|
جواب من لا يرام جانبهُ
|
منذُ غدا وهو جارك الجنبُ
|
و لا يبالي إذا سلمتَ له
|
ما حصدتْ من نباتها الحقبُ
|
حملتَ دنيايَ فاسترحتُ وقد
|
طال عناءُ الآمالِ والتعبُ
|
و قمتُ مذ قادني هداك على
|
محجة ٍ لا تدوسها النوبُ
|
فليحمدني في كلّ قافية ٍ
|
تزيدُ حسنا في درها الثقبُ
|
أمسحها فيك أو تقرَّ وقد
|
أوغل في أمّ رأسها الشغبُ
|
حلى من المعدن الصريح إذا
|
غشَّ تجارُ الأسعارِ ما جلبوا
|
تشكرها الفرسُ في مديحك لل
|
معنى وترضى لسانها العربُ
|
يظهرُ منها السرورَ حاسدها
|
ضرورة َ الحقَّ وهو مكتئبُ
|
يطرِ به البيتُ وهو يحزنهُ
|
و من انين الحمامة ِ الطربُ
|
يا آل عبد الرحيم لا تزل ال
|
دنيا رحى ً أنتمُ لها قطبُ
|
إن تفضلوا الناسَ والحسينُ لكم
|
و منكمُ فافضلوا فلا عجبُ
|
فداكمُ خاملون لو كاثروا ال
|
رملَ بأعدادهم لما حسبوا
|
لا يخلقُ العدلُ في خلائقهم
|
ليناً ولا يكرمونَ إن شربوا
|
أخرَ أقدامهم وقدمكم
|
أنهمُ يحسبون ما كتبوا
|