لما تفرى الأفق بالضياء ابن المعتز

لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ،

مثلَ ابتسامِ الشّفة ِ اللّمياءِ

و شمطت ذوائبُ الظلماءِ ،

وهَمّ نجمُ اللّيلِ بالإغفَاءِ

قُدنا لِعِينِ الوحشِ والظّباءِ،

داهية ً محذورة َ اللقاءِ

شائلة ً كالعقربِ السمراءِ ،

مرهفة ً ، مطلقة َ الأحشاءِ

كمدة ٍ من قلمٍ سواء ،

أو هُدبَة ٍ من طَرَفِ الرّداءِ

تحمِلُها أجنِحة ُ الهواءِ،

تَستلِبُ الخطْوَ بِلا إبْطاءِ

و مخطفاً موثقَ الأعضاءِ ،

خالفها بجلدة ٍ بيضاءِ

كأثرِ الشهابِ في السماءِ ،

ويَعرِفُ الزّجرَ منَ الدّعاءِ

بأُذُنٍ ساقِطَة ِ الأرجاءِ،

كوردة ِ السّوسَنَة ِ الشّهلاءِ

ذا برثنٍ كمثقبِ الحذاءِ ،

و مقلة ٍ قليلة ِ الأقذاءِ

صافية ٍ كقطرة ٍ من ماءِ ،

تنسابُ بينَ أكمِ الصحراءِ

مثلَ انسيابِ حية ٍ رقطاءِ ،

آنسَ بينَ السفحِ والفضاءِ

سِربَ ظِباءٍ رُتّعِ الأطلاءِ،

في عازبٍ منورٍ خلاءِ

أحوى كبطنِ الحية ِ الخضراء ،

فيه كنَقْشِ الحيّة ِ الرّقشاءِ

كأنها ضفائرُ الشمطاءِ ،

يصطادُ قبلَ الأينِ والعَناءِ

خمسينَ لا تنقصُ في لإحصاء ،

وباعَنا اللّحومَ بالدّماءِ

يا ناصرَ اليأسِ على الرجاءِ،

رميتَ بالأرضِ إلى السّماءِ

ولم تُصِب شيئاً إلى الهواءِ،

فحسبنا من كثرة ِ العناءِ