سلاَ دارَ البخيلة ِ بالجنابِ
|
متى عريتْ رباكِ من القبابِ
|
و كيفَ تشعبَ الأظعانُ صبحا
|
بدائدَ بين وهدكِ والشعابِ
|
بطالعة ِ الهلال على ضميرٍ
|
و غاربة ٍ كمنقضَّ الشهابِ
|
حملنَ رشائقاً ومبدناتٍ
|
رماحَ الخطَّ تنبتُ في الروابي
|
و أين رضاكِ عن سقيا دموعي
|
ربوعك من رضاكِ عن السحابِ
|
بكيتكِ للفراقِ ونحنُ سفرٌ
|
و عدتُ اليومَ أبكى للإيابِ
|
و أمسحُ فيكِ أحشائي بكفًّ
|
قريبٍ عهدها بحشا الربابِ
|
لها أرجٌ بما أبقاه فيها ال
|
تصافحُ بعدُ من ريحِ الخضابِ
|
أمفصحة ٌ فأطمعَ في جوابٍ
|
و كيف يجيبُ رسمٌ في كتابِ
|
نحلتِ ففي ترابكِ منكِ رسمٌ
|
كما أني خيالٌ في ثيابي
|
و في الأحداج متعبة ُ المطايا
|
تلينُ عرائكَ الإبلِ الصعابِ
|
بعيدة ٌ مسقط القرطينْ تقرا
|
خطوطُ ذؤابتيها في الترابِ
|
تجمع في الأوسارِ معصماها
|
و يقلقُ خصرها لكَ في الحقابِ
|
تعيبُ على الوفاءِ نحولَ جسمي
|
ألا بالغدر أجدرُ أن تعابى
|
و ما بك أن نحلتُ سوى نصولٍ
|
من السنواتِ أسرعَ في خضابي
|
جزعت له كأنَّ الشيبَ منه
|
يسلُّ عليكِ نصلاً من قراب
|
فما ذنبي إذا وقعتْ عقابٌ
|
من الأيام طار لها غرابي
|
و قد كنتُ الحبيبَ وذا نحولي
|
و هذا في العريكة حدُّ نابي
|
لياليَ لي من الحاجاتِ حكمى
|
و ليس وسيلة ٌ بسوى شبابي
|
ألا لله قلبكَ من حمولٍ
|
على علاتِ وصلٍ واجتنابِ
|
و حبكَ من وفى َّ العهدِ باقٍ
|
على بعدٍ يحيلُ أو اقترابِ
|
هوى لكَ في جبالِ أبانَ ثاوٍ
|
و أنتَ على جبالِ عمانَ صابي
|
و كان المجدُ أعودَ حين يهوى
|
عليكَ من المهفهفة الكعابِ
|
و إن وراء بحر عمانَ ملكاً
|
رطيبَ الظلَّ فضفاضَ الرحابِ
|
رقيقٌ عيشهُ عطرٌ ثراهُ
|
بطراقِ الفضائلِ غير نابي
|
متى تنزلْ به تنزلْ بوادٍ
|
من المعروفِ مرعى َّ الجنابِ
|
يدبره من الأمراء خرقٌ
|
يذلُّ لعزَّه غلبُ الرقابِ
|
و في ذو المجدِ سباقا فوافيَ
|
يحلق عرفهُ والنجمُ كابي
|
و قامَ بنفسهِ يسعى ففتقتْ
|
غريزة ُ نفسه شرفَ النصابِ
|
و بانَ به لعينِ أبيهِ بونٌ
|
أراه الشبلَ أغلبَ ليثَ غابِ
|
على زمنِ الحداثة ِ لم يفتهُ
|
تقدمُ شيبهم قدمَ الشبابِ
|
سما لمكانهم وهمُ شموسٌ
|
فطال الطودُ أعناقَ الهضابِ
|
و سيدُ قومهِ من سودوه
|
بلا عصبية ٍ وبلا محابي
|
و قدم بالفراسة ِ وهو طفلٌ
|
تحللُ عنه أنشطة ُ السخابِ
|
و ما تركُ الشريفِ على بنيه
|
و هم منه تجاوزهُ بعابِ
|
و إن كان الفتى لأبيه فرعاً
|
فإن الغيثَ فرعٌ للسحابِ
|
بلوهُ وجربوا يوميه نعمى
|
و بأساً في السكينة ِ والوثابِ
|
فما ظهروا مخاطبة ً بوانٍ
|
و ما ظفروا مضاربة ً بنابي
|
و لا عدموا به لسناً وقطعاً
|
عمائقَ في الإصابة والصوابِ
|
لذلك جاوروا بالبحرِ بحراً
|
كلاَ كرميهما طاغى العبابِ
|
يقول ليَ الغنى َ ورأى قعودي
|
عن السعي الممولِ والطلابِ
|
و عفة َ مذهبي ظلفاً وميلي
|
إلى العيش المرمق وانصبابي
|
أرى تلك فيّ لو خاطرتَ مرعى ً
|
يبدلُ صحة ً أهبَ الجرابِ
|
أما لكَ في بحارِ عمانَ مالٌ
|
يسدُّ مفاقرَ الحاجِ الصعابِ
|
و مولى يوسعُ الحرماتِ رعياً
|
و يعمرُ دارسَ الأملِ الخرابِ
|
لعلَّ مؤيدَ السلطانِ تحنو
|
عواطفُ فضله بعدَ اجتنابِ
|
قفلتُ ودونه متلاطماتٌ
|
زواخرهنَّ كالأسدِ الغضابِ
|
صواعدُ كالجبال إذا أحستْ
|
نسيماً أو نوازلُ كالجوابي
|
و أخضرُ لا يروق العينَ يطوى
|
على بيضاءَ سوداءِ الإهابِ
|
تجاذبه الأزمة ُ من حديدٍ
|
فيقمصُ أو يقطر في الجذابِ
|
إذا خوضُ الركاب شكون ظمأً
|
شكى ركبانها شرقَ الركابِ
|
يروعُ حداءُ أحبشها النواتي
|
إذا شاقتك حادية ُ العرابِ
|
إذا عثرتْ فليس تقالُ ذنبا
|
و إن صدعتْ فليست لانشعابِ
|
و لستُ بسابح فأقولُ أنجو
|
عسى إن ظهرها يوما كبابي
|
إذا حلمتْ بها في النوم عيني
|
طفقتُ أجسُّ هل رطبتْ ثيابي
|
و ما لي والخطارَ وقد سقتني
|
سماءُ يديهِ من غير اغترابِ
|
و جاءتني مواهبهُ بعيدا
|
بأفضلِ ما يجيءُ مع اقترابِ
|
رغائبُ من يديه فاجأتني
|
وفينَ رضا بآمالي الرغابِ
|
و زدنَ على حساب منايَ لكن
|
وشاحٌ لم يكنْ لي في حسابي
|
ندى وصلَ السماحَ به ولكن
|
تولى عنه حاجبه حجابي
|
أمرتَ بها كعرضك لم يدنسْ
|
بلا غشًّ يشوبُ ولا ارتيابِ
|
من الذهب الصريح فصار مما
|
يبدلُ في يديه إلى الذهابِ
|
و قاسمني مناصفة ً عليه
|
و جاحدني ليحبسه كتابي
|
و قال ولم يهبكَ ولم يصنيَّ
|
كذلكَ فيكَ منذُ سنينَ دابي
|
إذا حملتُ رفدا أو كتاباً
|
إليكَ لواه نهى واغتصابي
|
مكارمُ سقتهنّ إلى محبًّ
|
ففاز بها مغيرٌ لم يحابِ
|
بعثتَ بها الخؤن فضاع سربٌ
|
أمنتَ عليه غائرة َ الذئابِ
|
و لولا أنَّ خدمته وقتهُ
|
و حرمة َ عزَّ بابك والجنابِ
|
لما سلمَ البعوضُ على عقاب
|
و لا عضَّ الهزبرُ بشرَّ نابِ
|
أدلَّ بكم فأفحمني وكانت
|
نواحيه مآكلَ للسبابِ
|
فجلَّ عن الهجاء بذاك عندي
|
و قلَّ بما أتاه عن العتابِ
|
سلبتُ نداك في ناديك ظلما
|
بغارة ِ صاحبٍ لك في الصحابِ
|
ثلاثَ سنينَ حولا بعدَ حولٍ
|
بكفَّ وشاحَ مقتسمٌ نهابي
|
و أنتَ خفيرُ مالكَ أو يؤدي
|
إليَّ ولو بمنقطع الترابِ
|
إذا أنصفتني فعليك دينا
|
غرامة ُ ما تجمعَ في الحسابِ
|
أعدْ نظراً فكم أغنيتَ فقراً
|
به وجبرتَ كسراً من مصابِ
|
و كم نوديتَ يا بحرَ العطايا
|
فجاء البحرُ بالعجبِ العجابِ
|
وفتْ فيك المنى وقضتْ نذورى
|
فوفَّ علاكَ حقي ترضها بي
|
و في يدك الغنى فابعث أمينا
|
إليّ به وصيرهُ جوابي
|
و لا تحوجْ ظمايَ إلى قليبٍ
|
سواك على مقامي وانقلابي
|
أذكرك الذي ما كنتَ تنسى
|
سفوري تحت ظلك وانتقابي
|
و إني إن بلغتُ النجمَ يوماً
|
لكان إلى صنيعتك انتسابي
|