عتبتْ عليكَ مليحة ُ العتبِ ، |
غضبى ، مهاجرة ً بلا ذنبِ |
قالت: أما تَنفَكُّ ذا أمَلٍ، |
متنقلاً ، شرهاً على الحبِ |
كلاّ، وأيديهِنّ دامِيَة ٌ |
في عقلها بمواقفِ الركبِ |
ما كان في زعمٍ هواكِ، ولا |
أضمرتُ غيرَ هواكِ في قلبي |
قالت: عسى قولٌ يُمرِّضُه، |
ما صحّ باطنه من العتبِ |
إنّ الزمانَ رمت حوادثه |
هَدَفَ الشّبابِ بأسْهُمٍ شُهْبِ |
فبقيتُ مضنى في محبتها ، |
مرَّ الوصالِ ، مكرهَ القربِ |
من بعدِ ما قد كنتُ أيّ فتى ً، |
كقضيبِ بانٍ ناعمٍ رطبِ |
فإذا رأتني عينُ غانية ٍ ، |
قالت لرائدِ لحظها : حسبي |
يا صاحِ! إنّ الدّهرَ صيّرَني |
ما قد تَرى قِشراً على عضَبِ |
ما زالَ يُغري بي حوادثَه، |
ويَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ |
حتى لأبقاني كما ترني |
صمصامَة ً مفلُولة َ الغَربِ |
إني منَ القومِ الذينَ بهمْ |
فخَرت قريشُ عَلى بَني كعبِ |
صبرٌ، إذا ما الدَّهرُ عضّهمُ، |
وأكفُّهم خُضرٌ لَدَى الجَدبِ |
و لهم وراثة ُ كلّ مكرمة ٍ ، |
وبهِم تُعَلّقُ دَعوة ُ الكَربِ |
و إذا الوغى كانت ضراغمة ً ، |
وعلَت عَجاجَة ُ موقِفٍ صَعبِ |
لبسوا حصوناً من حديدهمُ ، |
من ثارهمْ في موقفِ الحربِ |
و عدتْ ، إذا بلغتْ حفيظته ، |
حلوِ الرضا في سلمه عذبْ |