أمكنتُ عاذلتي من صمتِ أباءِ ،
|
ما زادَهُ النّهيُ شيئاً غيرَ إغراءِ
|
أينَ التورعُ من قلبٍ يهيمُ إلى
|
حاناتِ لَهوٍ غَدا بالعُود والنّاءِ
|
و صوتِ فتانة ِ التغريدِ ، ناظرة ٍ
|
بعينِ ظَبْيٍ تُريدُ النّومَ، حوراءِ
|
جرتْ ذيولَ الثيابِ البيض حينَ مشتْ ،
|
كالشّمس مُسبِلَة ً أذيالَ لألاءِ
|
و قرعِ ناقوسِ ذيريٍ على شرفٍ
|
مُسبِّحٍ في سَوادِ اللّيلِ دَعّاءِ
|
وكأسِ حَبريّة ٍ شكّتْ بِمبزَلِها
|
أحشاءَ مُشعَلَة ٍ بالقارِ جَوْفاءِ
|
ترفو الظلالَ بأغصانٍ مهدلة ٍ
|
سودِ العناقيدِ في خضراءَ لفاءِ
|
أجرى الفراتُ إليها من سلاسلهِ
|
نهراً تمشّى على جرعاءَ مَيثاءِ
|
وطافَ يَكلأها من كلّ قاطفَة ٍ،
|
راعٍ بعينٍ وقلبٌ غيرُ نساءِ
|
موكلٌ بالمساحي في جداولها ،
|
حتى يدلّ عليها حية َ الماءِ
|
فآبَ في أبَ يجنيها لعاصرها ،
|
كأنّ كفيه قد علت بحناءِ
|
فَظَلّ يرْكُضُ فيها كلّ ذي أشَرٍ،
|
قاسٍ عَلى كبِدِ العُنقودِ وَطَّاءِ
|
ثمّ استقرتْ وعينُ الشمسِ تلحظها ،
|
في بطنِ مختومة ٍ بالطينِ كلفاءِ
|
حتى إذا بردَ الليلُ البهيمُ لها
|
وبلّها سحراً منه بأنْداءِ
|
صَبّ الخريفُ عليها ماءَ غادية ٍ
|
أقامها فوقَ طينٍ بعدَ رمضاءِ
|
يَسقِيكَها خَنِثُ الألحاظِ ذو هَيَفٍ،
|
كأنّ ألحاظَهُ أفرَقنَ من داءِ
|
يا صاحِ إن كنتَ لم تعلم، فقد طُرِحَت
|
شرارة ُ الحبّ في قلبي وأحشائي
|
أما تَرَى البَدْرَ قد قامَ المُحاقَ به
|
من بعدِ إشراقِ أنوارٍ وأضواءِ
|
و قد عست شعراتٌ في عوارضهِ ،
|
تُزْري عَلى عارِضَيْهِ أيَّ إزْراءِ
|
أعيَتْ مناقشة ً إلاّ عَلى ألمٍ،
|
وكلَّ يوم يُغاديها بإخفاءِ
|
فانظُرْ زَبْرجدَ خدٍّ صارَ من سَبَجٍ،
|
و صبّ دمعاً عليه كلُّ بكاءِ
|
يا ليتَ إبليسَ خلاّني لنُدبتِه،
|
و لم يصوبْ لألحاظي بأشياءِ
|
ما لي رَأيتُ فِلاح النّاسِ قد كثُروا،
|
و لم يقدرْ بهم إبليسُ إغوائي
|
فكيفَ أُفلِحُ مع هذا وذاك وذا،
|
أم كيفَ يثبتُ لي في توبة ٍ رائي
|