ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا
|
متى شهدَ الندى فما أغيبُ
|
و عوفٌ منهمُ أربي فعوفٌ
|
عيونُ خزيمة ٍ وهم القلوبُ
|
أفرسانَ الصباح إذا اقشعرتْ
|
من الفزعِ السنابك والسبيبُ
|
و ضاق مخارجُ الأنفاسِ حتى
|
تفرجَ عن سيوفكم الكروبُ
|
و يا أيدي الحيا والعامُ جدبٌ
|
و وجهُ الأرض مغبرٌ قطوبُ
|
مجازرُ تفهق الجفناتُ منها
|
و نارُ قرى شرارتها لهيبُ
|
إذا جمدَ الضيوفُ تكفلتهم
|
لها فلذٌ وأسنمة ٌ تذوبُ
|
و يا أقمارَ عدنانٍ وجوها
|
يشفُّ على وضاءتها الشحوبُ
|
أصيخوا لي فلي معكم حديثٌ
|
عجيبٌ يوم أنثوهُ غريبُ
|
متى أنصفتمُ فالحقُّ فيه
|
عليكم واضحٌ لي والوجوبُ
|
و إن أعرضتمُ ورضيتموهُ
|
فإنّ المجدَ ممتعضٌ غضوبُ
|
حديثٌ لو تلوه على زهيرٍ
|
غدا من مدحه هرماً يتوبُ
|
بأيّ حكومة ٍ وبأيّ عدلٍ
|
أصابُ من القريض ولا أصيبُ
|
و كم أعراضكم تزكو بمدحي
|
و تنجحُ والمنى فيكم تخيبُ
|
تردونَ الغصوبَ بكلّ أرضٍ
|
و توجدُ في بيوتكم الغصوبُ
|
و تحمون البلادَ وفي ذراكم
|
حريمُ الشعرِ منتهكٌ سليبُ
|
و عندكمُ لكلَّ طريدِ قومٍ
|
جوارٌ مانعٌ وفريً رحيبُ
|
و أبكارٌ وعونٌ من ثنائي
|
عجائفُ عيشها فيكم جديبُ
|
محببة ٌ إذا رويتْ فإما
|
طلتُ مهورهنَّ فلا حبيبيُ
|
إذا أحسنتُ في قولٍ أساءُ ال
|
فعالَ كأنّ إحساني ذنوبُ
|
أجرُّ المطلَ عاما بعد عامٍ
|
مواعدَ برقها أبداً خلوبُ
|
و يا للناسِ أسلبُ كلَّ حيًّ
|
كرائمهُ ويسلبني شبيبُ
|
أمدُّ اليه أرشية َ المعالي
|
فيعطشني وراحته القليبُ
|
و ألبسه ثيابَ المدحِ فخرا
|
فيمسكُ لا يجيبُ ولا يهيبُ
|
و يسمحُ خاطري فيه ابتداءً
|
و يمنعُ وهو بذالٌ وهوبُ
|
و لم نعرف غلاما مزيدياً
|
يناديه السماحُ فلا يجيبُ
|
و لو ناديتُ من كثبٍ علياً
|
تدفق ذلك الغيثُ السكوبُ
|
وَ منَّ على عوائده القدامى
|
مضيَّ الريح جدَّ بهِ الهبوبُ
|
و لو حمادُ يزقو لي صداه
|
لأكرمَ ذلك الجسدُ التريبُ
|
أصولكمُ وأجدرُ إذ شهدتم
|
مقامَ علائهم ألا يغيبوا
|
فما لك يا شبيبُ خلاك ذمٌّ
|
تجفُّ وعندك الضرعُ الحلوبُ
|
و ما لخريدة ٍ خفيتْ لديكم
|
تكادُ على طفولتها تشيبُ
|
محللة النكاحِ بى صداقٍ
|
و ذلك عندكم إثمٌ وحوبُ
|
يطيبُ الشيءُ مرتحضا مباحا
|
و مرتخصُ المدائح لا يطيبُ
|
فأين حياءُ وجهك يوم تحدى
|
بها في وصفك الإبلُ اللغوبُ
|
و أين حياء وجهك في البوادي
|
إذا غنى َّ بها الشادي الطروبُ
|
و كيف تقول هذا وصفُ مجدي
|
فلا أجدي عليه ولا أثيبُ
|
و كم نشرتْ على قومٍ سواكم
|
فلم يعلقْ بها الرجلُ الطلوبُ
|
و راودني ملوكُ الناس عنها
|
و كلٌّ باذلٌ فيها خطيبُ
|
فلم يكشفْ لها وجهٌ مباحٌ
|
و لم يعرفْ لها ظهرٌ ركوبُ
|
فلا يغررك منها مسُّ صلًّ
|
يلين وتحت هدأتهِ وثوبُ
|
أخافُ بأن يعاجلني فيطغى
|
فتصبحَ بالذي تثني تعيبُ
|
و تشردَ عنكمُ متظلماتٍ
|
و تبغون الإياب فلا تؤوبُ
|