يا دهر ، يا صاحب الفجيعات ابن المعتز

يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ،

في كلّ يومٍ تسيء مراتِ

يا دهرُ إنّ القومَ الأُلى شحَطَت

بهم نوًى أكثروا مُصيباتي

حَرّمتُ من بعدِهم مَسيرَ يدي

إلى فمي، شارباً بكاساتِ

وأن أُرى ضاحِكاً إلى أحدٍ،

إلاّ بقلبٍ جمَّ الكآباتِ

ما زالَ صرفُ الزمانِ يقسمنا

عَلى المسرّاتِ والمَسَاءاتِ

ما لي ، إذا قلتُ قد ظفرتُ بإخـ

وانٍ أرى فيهمُ محباتِ

شتتهم حادثٌ ، فأفردني

منهمُ ، وكان مشتاقَ لحظاتي

يا شَملَ قَلبي للّهوِ بعدَهُم،

حتّى أراهم، فذاك ميقاتي

عسى أرجي رجوعَ غايتهم ،

فكيفَ لا كيفَ بأمواتِ

قد كُنتُ أبكي أهلَ المودّاتِ،

فصِرتُ أبْكي أهلَ المُرُوءاتِ

خُلّفتُ في شَرّ عُصبة ٍ خُلِقَت

أثكَلَنِيها ربُّ السّماواتِ

كلابُ حيًّ ، إذا حضرتُ ، فإنْ

غِبْتُ فُواقاً فأُسدُ غاباتِ

إن أُودِعوا السّرّ ضَيعوه، ولا

يغضبون طرفاً عن الجناياتِ

و إن أردتَ انتهاكَ عرضك فار

ددهمُ يعذروا لحاجاتِ

يَلقَون ذا الفَقرِ بالقُطوبِ، وذا الوَ

فر بِلَبّيْكَ، والتّحِيّاتِ

فهم لها لا لدفعٍ نائبة ٍ ،

يومَ افتقارٍ إلى الموداتِ

كلٌّ على من يريدُ نفعهمُ ،

لكنّهم منه في جناياتِ