لكِ الغرامُ وللواشي بكِ التعبُ
|
و كلُّ عذلٍ إذا جدَّ الهوى لعبُ
|
أما كفاه انصرافُ العين معرضة ً
|
عنه وسمعٌ بوقرْ الشوق محتجبُ
|
و أن قلبا وأحشاء مدغدغة ً
|
إذا استقامتْ حمول الحيّ تضطربُ
|
لاموا عليكِ فما حلوا وما عقدوا
|
عندي وعابوا فما شقوا ولا شعبوا
|
فكلُّ نارِ هوى في الصدر كامنة ٍ
|
فاللوم يسعرها والعذلُ يحتطبُ
|
آهاً لوحشة ِ ما بيني وبينكمُ
|
إذا خلتْ من دلاءِ الجيرة ِ القلبُ
|
و عطت القورَ والأجراعَ نوقكمُ
|
طروحَ عيني وحالت بيننا الكثبُ
|
من اشتكى الشوقَ إذ هزت وسادتهُ
|
مدامعٌ تنتحي أو أضلعٌ تجبُ
|
فما أسفتُ لشيءٍ فائتٍ أسفي
|
من أن أعيشَ وجيرانُ الغضا غيبُ
|
قد كنتُ أسرقُ دمعي في محاجره
|
تطيرا بالبكى فاليومَ أنتحبُ
|
لا يبعدِ اللهُ قلباً ظلَّ عندكمُ
|
لم يغنني عنه نشدانٌ ولا طلبُ
|
سلبتموهُ فلم تفتوا برجعته
|
و ربما ردَّ بعدَ الغارة السلبُ
|
فأين إذمامكم قبلَ الفراق له
|
ألاَّ يضامَ ولا تمشي له الريبُ
|
أسيرة ٌ لكمُ في الغدرِ حادثة ٌ
|
تخصُّ أم رجعتْ عن دينها العربُ
|
يا أهل ودي وما أهلاً دعوتكمُ
|
بالحقَّ لكنها العاداتُ والدربُ
|
كابها نتسمى قبلَ غدركمُ
|
فاليومَ كلُّ اسم ودً بيننا لقبُ
|
أشبهتم الدهر في تلوين صبغتهِ
|
فكلكم حائلُ الألوان منقلبُ
|
كنتم عليَّ مع الأيام إخوتها
|
و ليس إلا عقوقي بينكم نسبُ
|
صبراً وإن كان ملبوسا على جزعٍ
|
ظلمتُ والصابرُ المظلومُ محتسبُ
|
لعلَّ عازبَ هذا الحظَّ يرجعُ لي
|
يوما وقاعدَ هذا الجدَّ بي يثبُ
|
و ليتَ أنَّ كمالَ الملكِ خالصة ٌ
|
آراؤه لي ورأيُ الناسِ مؤتشبُ
|
بل ليتَ أنَّ قضاياه مواهبهُ
|
فكان إنصافه في عرضِ ما يهبُ
|
فتى ً قنعتُ به من بين منْ حملتْ
|
خوصُ الركابِ فسارت تنقلُ الركبُ
|
أحببته حبَّ عيني أختها ويدي
|
يدي ولي في مزيدٍ منهما أربُ
|
و كان لي حيثُ لا جفنٌ لناظرهِ
|
حفظاً وصوناً ولا تحمي الظيا القربُ
|
عطفاً لحقيَّ وإسبالاً على ذممي
|
كأنه وهو مولى في الحنو أبُ
|
يرعى شواردَ فيه لم تسرْ معها
|
ريحٌ ولا طمعتْ في شأوها السحبُ
|
فغالبتني على ذاك المكان يدٌ
|
للدهر كان لها مذ ملني الغلبُ
|
ملالة ٌ لم تطرْ فيها مطاولة ٌ
|
و بغضة ٌ كالتجنيَّ ما لها سببُ
|
قسا فأصبح للواشين بي أذناً
|
تليقُ ما اختلفوا عنيَّ وما اجتلبوا
|
لو قيل إني سرقتُ السمعَ أو صرفوا
|
إليَّ تبديلَ دينِ اللهِِ أو نسبوا
|
لما امترى أنَّ رسلَ الله بي جبهوا
|
بالردَّ أو حرفتْ على أمريَ الكتبُ
|
فقل له طيب اللهُ الوفاءَ له
|
و الحقُّ يسفرُ والبهتانُ ينتقبُ
|
يا ناقدَ الناس كشفا عن جواهرهم
|
متى تغيرَ عن أعراقهِ الذهبُ
|
و كيف أفسدَ سوءُ الحظَّ خبرك بي
|
حتى بدا لك أنّ الدرّ مخشلبُ
|
أغيرَ أنَّ فراشاً طار ينأم بي
|
لو شئتَ كان بنار الردَّ يلتهبُ
|
أبعد أن رضتني عشرينَ أو صعدتْ
|
لا الجريُ تنكره مني ولا الجنبُ
|
يروى لك الخرقُ عن حزمي فتقبله
|
صفحاً ويحذبك الواشي فتنجذبُ .
|
حاشاكمُ أن تكونوا عونَ حادثة ٍ
|
أو ترتميني على أيدكم النوبُ
|
أذنبيَ الحبُّ والإخلاصُ عندكمُ
|
فإنّ ذنبي إلى أياميَ الأدبُ
|
أما وقومكَ والمجدُ التليدُ لهم
|
إذا حلفتُ بهم والدينُ والحسبُ
|
ما خلتُ والدهر لا تفنى عجائبهُ
|
أنّ العلا نافقٌ في سوقها الكذبُ
|
و لا عجبت لدهري كيف يظلمني
|
و إنما ظلمكم أنتم هو العجبُ .
|
يا من به صحَّ سقمُ العيشِ واجتمعتْ
|
على توحدهِ الأحزابُ والشعبُ
|
و من كفى الملكَ ما لم يكفِ صارمهُ
|
و ردَّ عنه الذي ما رده اليلبُ
|
و من توسط أفقَ المجد فاعتدلتْ
|
به البدورُ ولبت أمرهُ الشهبُ
|
على بساطكِ تقضى كلُّ مبهمة ٍ
|
يعنو بها الخطبُ أو تعيا بها الخطبُ
|
و هالة ُ البدرِ دستٌ أنت راكبه
|
و تارة ً هو غابُ الضغيم الأشبُ
|
بشرٌ وقورٌ وجدٌ ضاحكٌ ورضاً
|
لولا الطلاقة ُ خلنا أنه غضبُ
|
جرى بك الخلقُ الفضفاضُ وانقبضتْ
|
بك المهابة ُ فالسلسالُ واللهبُ
|
و أفقرتك العطايا والثناءُ غنى ً
|
و أنصبتك العلا والراحة ُ النصبُ
|
من عندهُ نشبٌ لا مجدَ يعضدهُ
|
فإنّ عندك مجدا ما له نششبُ
|
حللتُ باسمك عقدَ الرزق فاندفعتْ
|
عراه تفصمُ لي عفوا وتنقضبُ
|
و كنتَ واسطة َ العقد الذي انتظمتْ
|
عنه السلوكُ ولم تخدشْ به الثقبُ
|
أنتم رفادة ُ ظهري إن وهي جلدي
|
و درة ُ العيشِ لي والضرعُ معتصبُ
|
و مشربي العدُّ والغدرانُ غائرة ٌ
|
منكم ليَ الحوضُ أو منكم ليَ القربُ
|
قدمتموني فلي رهنُ السباقِ ومنْ
|
يلزني بعدُ مجنوبٌ ومعتقبُ
|
عزى بنفسي ولكن زادني شرفا
|
أني اليكم إذا باهلتُ أنتسبُ
|
و الناسُ غيركمُ من لا يجاوزني
|
أبياته عمدٌ تبنى ولا طنبُ
|
إذا صفوتم فلا وردي ولا صدري
|
منهم وإن أملحوا يوما وإن عذبوا
|
لي منكم الجبهة ُ الغراء والعتقُ ال
|
تلعاءُ والناس بعدُ الرسغُ والذنبُ
|
فلا تنلني الليالي فيكمُ بيدٍ
|
إلا التبابُ لها والشلُّ والعطبُ
|
و لا تصبكم عيونُ الدهر إنّ لها
|
إلى الكمال لحاظاً سهمها غربُ
|
و إن أتى رائدُ النيروزِ مجتدياً
|
أيمانكم فالروابي الخضرُ والعشبُ
|
فمن جباهكمُ نورُ الربيع لنا
|
و من أكفكمُ الأنواءُ تنسكبُ
|
يومٌ يكرُّ به إقبالُ جدكمُ
|
غداً على ملككم ما كرت الحقبُ
|
تجلونَ من حسنه حظَّ العيونِ فلل
|
أشعار فيكم حظوظُ السمعِ والطربُ
|
فما بقيتم فأيامي بعزكمُ
|
كما أحبُّ وأحوالي كما يجبُ
|