ألا ما لقَلبٍ لا تُقضّى حَوائِجُه، |
ووجدٍ أطارَ النّومَ بالليلِ لاعِجُه |
و داءٍ ثوى بينَ الجوانحِ والحشا ، |
فهيهاتَ مِن إبرائهِ ما يُوالجُه |
ألا إنّ دونَ الصبرِ ذكرَ مفارقٍ ، |
سقى اللهُ أياماً تجلتْ هوادجهُ |
غزالٌ صفا ماءُ الشبابِ بخده ، |
فضاقتْ عليه سوره ودمالجه |
ومنتصرٍ بالغُصنِ والحُسنِ والنّقا، |
و صدغٍ أديرتْ فوقَ وردٍ صوالجه |
تحكمَ فيه البينُ ، والدهرُ ينقضي ، |
فللّهِ رَأيٌ ما أضلّت مناهجُه |
و آخرُ حظي منه توديعُ ساعة ٍ ، |
وقد مزَجَ الإصباحَ باللّيلِ مازجُه |
وغرّد حادي الرّكبِ وانشقّتِ العصا، |
و صاحت بأخبار الفراق شواحجه |
فكم دمعة ٍ تعصي الجفونَ غزيرة ٍ ، |
و كم نفسٍ كالجمرِ تدمى مخارجه |
وآخِرُ آثارِ المحبّة ِ ما ترى ، |
طلولٌ ، وربعٌ قد تغير ناهجه |
أضرّ به صوبٌ من المزنِ وابلٌ ، |
و كشفُ رياحٍ ذاريارتٍ دوارجه |
ألا إنّ بعدَ النّأي قُرباً وأوبَة ً، |
وتحتَ غطاءِ الحُزنُ والهمّ فارجُه |
ويومِ هجيرٍ لا يُجيرُ كِناسُه، |
من الحرّ ، وحشيَّ المها ، وهو والجه |
يَظلُّ سَرابُ البِيدِ فيهِ، كأنّهُ |
حواشي رداءٍ نفضته نواسجه |
نضيتُ له وجهي وعزماً مؤيداً ، |
أرواحُه حِيناً، وحيناً أوالجُه |
كأنّي عَلى حَقبا تَقدّمُ قارِحاً |
كمثلِ شهابٍ طارَ في الجوّ مارجه |
يُسوِّقُ أسنَاها لواقحَ قُربه، |
فألقينَ حملاً أعجلته نواتجه |
رمينَ على أفخاذِهِنّ أجِنّة ً، |
كما أزلقتْ ولدانَ نسرٍ جآدجه |
ويَرفعن نَقعاً كالمُلاءِ مُهَلْهَلاً، |
تموجُ على ظهرِ البلادِ موائجه |
ويا رُبّ مَطروقٍ قَمرْتُ غَيورَه، |
و طاوعتُ فيه حبَّ نفسٍ أعالجه |
فريدين لا نلقى بعلمٍ ، كأننا |
نجيانِ من مكرٍ خفيًّ سوائجه |
إلى أن تولّى النّجمُ وانخرقَ الدّجى |
كأنّ ضِياءَ الفجْرِ بالأفقِ باعِجُه |
وأُبتُ، وبي من ودّها مُضمَراتُه، |
و داخله سرٌّ ، وللناسِ خارجه |
ويا رُبَّ يومٍ قد سبقتُ صباحَه |
بموكبِ فتيانٍ تسيلُ همالجه |
و إبريقُ شربٍ قد أجبتُ دعاتهُ ، |
كأنّ مُديرَ الرّاحِ في الكأسِ دارجُه |
ويَنقضُّ بالأرواحِ روحُ مُدامَة ٍ، |
يكونُ بأفواهِ الندامى معارجه |
و قد عشتُ حتى ما لدى وجهِ منية ٍ |
يعودُ إليها من فُؤاديَ عالجُه |