سل الركبَ إن أعطاك حاجتك الركبُ
|
من الكاعبُ الحسناءُ تمنعها كعبُ
|
قضى أنها مغلوبة ٌ لينُ عطفها
|
و حصنها أن تملك الأسدُ الغلبُ
|
حموها وذابوا أن ترامَ وما حموا
|
قلوبَ الهوى من مقلتيها ولا ذبوا
|
و هزوا القنا الخطار والبيضَ دونها
|
فمن طالبٌ والمانع الطعنُ والضربُ
|
يخافون صوتَ العار أن يصبحوا بها
|
حديثا وأفواه المواسم تستبُّ
|
و ما العارُ إلا أنّ بين بيوتهم
|
قلوبَ المحبينَ السلائبُ والنهبُ
|
لئن أشحطوها أن تزارَ فبيننا
|
مواثيقُ بعدُ الدار إن رعيتْ قربُ
|
و إن حجبتْ والريح تسفرُ بيننا
|
بنجوى فؤادينا فما ضرت الحجبُ
|
و في دارها بالروضتينْ لناظرٍ
|
شفائفُ ضوءِ البدرِ تكفره السحبُ
|
و منها ومن أترابها في ثرى الحمى
|
عبائقُ تهديها الصبا ليَ والتربُ
|
وقفتُ وصحبي في اللوى فأملهم
|
وقوفيَ حتى وقفتُ ولا صحبُ
|
أذاكرهُ مرآة َ يومي بأهله
|
فيشكو الذي أشكو ويصبو كما أصبو
|
و لم أحسب الأطلالَ تخضعها النوى
|
و لا أنّ جسم الربع ينحلهُ الحبُّ
|
تحدثْ بما أبصرتَ يا بارقَ الحمى
|
فإنك راوٍ لا يظنُّ بك الكذبُ
|
و قلْ عن حشي من حرها وخفوقها
|
تعلمتَ ما تنزو خطارا وتشتبُّ
|
و عن بدنٍ لم يبرح الشوقُ معرياً
|
و شائظهُ حتى التقى الجنبُ والجنبُ
|
فلو أنه في جفنِ ظبية ِ حابلٍ
|
مكانَ القذي ما كان يلفظه الهدبُ
|
و هذا ضنا جسمي وقلبي عندها
|
فكيف به لو كان في جسدي قلبُ
|
فطرتُ على طين الوفاء ودينهِ
|
فنفسي إليه بالغريزة تنصبُّ
|
فكم نائمٍ عني وثيرٍ مهادهُ
|
و جنبي له عن لين مضجعه ينبو
|
أصابرُ فيه الليلَ حتى أغيظه
|
فتحسدَ أجفاني على السهر الشهبُ
|
و أعجبُ ما حدثتهُ أنّ ذمة ً
|
وفتْ فارسٌ فيها وخاست بها العربُ
|
عذيري من الأيام أوخمن مرتعي
|
و رنقنَ لي من حيثُ يستعذبُ الشربُ
|
تناوبُ قوماً غضها وهشيمها
|
و كلُّ نصيبي من معيشتها الجدبُ
|
أخلى عليهم عفوها ودرورها
|
فأرضى بلا ذلًّ بما كده العصبُ
|
و أتركها تركَ المسالمِ قادرا
|
لأسلمَ منها وهي لي أبدا حربُ
|
و كم قد شكوتُ الدهرَ لو كان مشكيا
|
و عاتبتُ جورَ الحظ لو نفع العتبُ
|
بلى في يدي لا أكفرُ اللهَ جانبٌ
|
من العز لي فيه الوسيعة ُ والرحبُ
|
و منبعُ جود لو قنعتُ كفى الغنى
|
و بلَّ غليلي ماؤه العللُ السكبُ
|
تعود جوى غيمهُ ونسيمهُ
|
و أرضيَ أن تزكو عليه وأن تربو
|
أقلني من التغرير يا طالبَ العلا
|
و من كديَ الآمالَ تنهضُ أو تكبو
|
فلولا الندى العدُّ الرحيميُّ ما جرى
|
إلى أيكتي ماءٌ ولا اخضرَّ لي تربُ
|
هم الناس ناسي والزمانُ زمانهم
|
ربيعي وكسبي من رضاهم هو الكسبُ
|
نملحتُ فيهم والتحفتُ بريشهم
|
فوكري بهم حيث استوى الماءُ والعشبُ
|
و حسبي غنى ً أو سوددا أنَّ بحرهم
|
و سيدهم عند الملمات لي حسبُ
|
إلى شرفِ الدين انتشطنا حبالها
|
تعانقُ في نفض الطريق وتختبُّ
|
سلائلُ ما صفى َّ الغضينُ وداحسٌ
|
و حازت كلابٌ رهنها واعتلت كلبُ
|
بناتُ الفلا والريحِ كل حسيرة
|
إليها الرياحُ المستقيماتُ والنكبُ
|
كسيرِ العصا المقدودِ لو سلكتْ بها
|
ثقوبُ الخروت لم يضق دونها ثقبُ
|
تخالُ عناناً في العنان من الطوى
|
و إن شطبتْ بالسوط هي الشطبُ
|
تحطُّ إليه وهي قلبٌ من الطوى
|
و تركبُ عنه وهي مجفرة ٌ قبُّ
|
إلى ملكٍ لا يملكُ الخوفُ صدره
|
خفوقا ولا يغشى على رأيه الخطبُ
|
و لا يطبيه التيهُ في معجزاته
|
إذا هامة ُ المفتون أسكرها العجبُ
|
مهيبِ الرضا مستصفحِ السخطِ بالغ
|
به القولُ ما لا يبلغ الباتر العضبُ
|
محيطٍ بآفاق اٌصابة رأيهُ
|
بديهاً ورأيُ الناسِ مختمرٌ غبُّ
|
إذا رفعتْ للإذن سجفا رواقهُ
|
فلأعين الإشراقُ والآنفِ التربُ
|
مقامٌ تلاقى عنده النعمُ السطا
|
و يجتمع الرغبُ المحببُ والرعبُ
|
إذا أمرتهُ مرة من حفيظة ٍ
|
تسوءُ نهاه خلقه الباردُ العذبُ
|
تصورَ من حسنِ وحلمٍ ونائلٍ
|
ففي الدستِِ منه البدرُ والبحرُ والعضبُ
|
من القوم لم تضربْ عليهم إتاوة ٌ
|
و لم يعتبدهم غيرَ خالقهم ربُّ
|
صدورُ قلوبٍ في المجالسِ والوغى
|
إذا رشحوا فاضوا وإن قدحوا شبوا
|
و مدَّ عميدُ الدولة العرضَ راسخا
|
فحدثَ عن ضربِ العلا الرجلُ الضربُ
|
و ما علمتْ أمُّ الكواكبِ قبله
|
و قبلهمُ أن الهلالَ لها عقبُ
|
و أنَّ شروقَ الشمس عنهم سينتهي
|
إلى ملكٍ في صدره الشرقُ والغربُ
|
أرى الملك بعد الميل قامت قناتهُ
|
و لوحمَ منه بعد ما انصدعَ الشعبُ
|
لك البلجة البيضاءُ إن مات فجرهُ
|
و في يدك التفريجُ إن غشى َ الكربُ
|
و قد علمتْ أمّ الوزارة أنها
|
إذا غبتَ ثكلى قصرها الدمعُ والندبُ
|
و تطمعُ مخدوعَ المنى في نكاحها
|
مطامع كدتها وأنت لها خطبُ
|
و دبوا لها تحت الظلام عقاربا
|
و لو حسبوا وطء الأخامص ما دبوا
|
و لما رأوا عنها التفاتك عاجلوا
|
وثوباً وقدماً طاح بالقدمِ الوثبُ
|
رقيتَ بفضل الحلم شوكة َ لسبهم
|
فقد ماتت الأفعى وقد برأ اللسبُ
|
همُ عقروها إذ تعاطوا فعذبوا
|
و رأيك فيهم صالحٌ وهمُ السقبُ
|
و راموا التي يرضى بها الخرقُ وحدهُ
|
خداعا وتأباها الحزامة ُ واللبُّ
|
و من دونها أن يخطبَ الليثُ هدنة ً
|
من الذئب أو يبكي من العطش الضبُّ
|
تحدثهم أحلامهم أنَّ ظهرها
|
ركوبٌ ولكن يكذبون إذا هبوا
|
صلوها فما يشقى من اليوم سعدها
|
عليكم ولا تذوي وأنتم لها قطبُ
|
و لا برحتْ فيكم تجرُّ عزيزة ً
|
سرابيلَ لا يخفى ذلاذلها السحبُ
|
ضممتَ عزيبَ الملك بعد انتشارهِ
|
و أفرشتهَ أمناً وقد ذعرَ السربُ
|
و ما زلتَ بالتدبير تركبُ صعبه
|
إلى سهله حتى استوى السهلُ والصعبُ
|
أحبك وداً من يخافك طاعة ً
|
و أعجبُ شيءٍ خفيفة ٌ معها حبُّ
|
و لو نشزتْ عنك القلوبُ لردها
|
لسانك هذا الحلوُ أو وجهك الرطبُ
|
فما مقلة ٌ إلا وأنتَ سوادها
|
و لا كبدٌ إلا وأنت لها خلبُ
|
و أما القوافي فهي منذ رعيتها
|
بطائنُ وادٍ كلُّ أعوامهِ خصبُ
|
يكاثفها نبتا ويعدبُ مشربا
|
فلساتها خضمٌ ورشفاتها عبُّ
|
صحائحَ ملساً كالدهانِ وعهدنا
|
بها عند قومٍ وهي مجفلة ٌ جربُ
|
و كم بكرة ٍ لمدحك قدتها
|
فقرت ومن أخلاقها الغشمُ والشغبُ
|
تغاديك أيام التهاني بوفدها
|
مكررة ً لبساً وهنّ بها قشبُ
|
بشائرُ ملكٍ صدقهُ فيكَ لا يهي
|
له ركنٌو لا يقصرْ له طنبُ
|
و أنَّ يدَ اللهِ البسيطة َ جنة ٌ
|
تقيكم وأحزاب السعودِ لكم حزبُ
|
يزوركمُ قلبي بها مثلَ منطقي
|
فلا الغشُّ مخشيٌّ عليها ولا الحبُّ
|
و أمدحُ من أعطاكمُ من لسانهِ
|
و أرضاكمُ من قلبه بكمُ صبُّ
|
فلا تعدموا منها عرائسَ عطلاً
|
لها من أياديكم قلائدُ أو قلبُ
|
إذا مشتِ الأقران حولَ خريدة ٍ
|
فوحدتها في الحسنِ ليس لها تربُ
|
أجدُّ بها والطبعُ يجري خلالها
|
طلاوة َ رقراقٍ ترى أنها لعبُ
|
و غيركمُ يرتاب بي إن مدحته
|
لعرفانه ألاّ يحلَّ لها الغصبُ
|
فأرفعهُ بالفعلِ لو كان فاعلا
|
و قد خفضتهُ من نقيصتهِ ربُّ
|
يساءُ كأني بالثناء أسبهُ
|
لعمرُ أبي أنّ النفاقَ هو السبُّ
|