حَثّ الفِرَاقُ بَواكِرَ الأحداجِ،
|
و سجالُ يومَ نأوا بكتمٍ ساجي
|
هلْ غَيرُ إمْساكٍ بأطْرافِ المُنى ،
|
فيها لطالِبِ خَلّة ٍ، أوْ راجي
|
أو وقفة ٍ في محضرٍ جرت به
|
عصفُ الرياحِ الهوجِ ذيلَ عجاجِ
|
حملت كواهلها روايا مزنة ٍ ،
|
كالبَحر ذي الآذيّ وَالأمْواجِ
|
مفتوقة ٍ بالبرقِ يضحكُ أفقها ،
|
في ليلة ٍ بَيضاءَ ذاتِ دَياجي
|
فَتَحَلَّلَتْ عُقَدُ السّماءِ بوابلٍ
|
زاهي المهاءِ محللِ الأبراجِ
|
فلذاكَ أبلى الدهرُ منزلة َ الحمى ،
|
والدّهرُ ذو غِيَرٍ، ودو إزعاجِ
|
بلْ مهمة ٌ عافي المناهلِ قائمٌ ،
|
قطّعْتُه بمُواعسٍ معّاجِ
|
حنمٌ على الفلواتِ يطوي بعدها
|
بالنّصّ، والإرْمالِ، والإدلاجِ
|
مُمتَدُّ أُنْبُوبِ الجِرانِ كأنّهُ،
|
من تحتِ هَامَتِهِ، نَحِيتة ُ ساجِ
|
وإذا بَدا تحْتَ الرّحالِ حَسِبتَه
|
مُتَسَرْبِلاً ثَوباً منَ الدّيبَاجِ
|
صدقَ السرى ، حتى تعرف واضحٌ
|
كالقرنِ في خللِ الظلامِ الداجي
|
في ليلة ٍ أكلَ المحاقُ هِلالَها،
|
حتى تبدّى مثلَ وَقفِ العَاجِ
|
والصّبحُ يتلو المُشتري، فكأنّهُ
|
عريانُ يمشي في الدجى بسراجِ
|
حتى استغاثَ مع الشروقِ بمنهلٍ ،
|
فيه دواحٍ من قطا أفواجِ
|
وكأنّ رَحلي فوْقَ أحقَبَ لاحِبٍ،
|
لفحَ الهجيرُ بمشعلٍ أجاجِ
|
أكلَ الربيعَ ، ولم يدعْ من مائهِ ،
|
إلاّ بقية َ آسنٍ وأجاجِ
|
كالبرقِ يلتمُّ البلادَ مجاهراً ،
|
بالشدّ بينَ مفاوزٍ وفجاجِ
|
فَتَرَى السّماءَ إذا غَدَتْ مملوءَة ً
|
من نقعهِ ، والأرضَ ذاتَ شحاجِ
|
و كانّ إذْ ما رجعتْ نهقاته
|
وصهيله درجاً منَ الأدراجِ
|
و كأنّ آثارَ الكلومِ بكفهِ ،
|
حلقُ الحديدِ سمرنَ فوقَ رتاجِ
|
يحدو لواقحَ لا تملُّ طرادها ،
|
في كوكبٍ من قيظهِ وَهّاجِ
|
يوردنَ عيناً قد تفجرَ ماؤها ،
|
زوراءَ صافية ً كذوبِ زجاجِ
|
حتى إذا أخذَت جوانبَ غَمرِها،
|
و كرعنَ في خضراء ذاتِ فجاجِ
|
قامت بمسّ السهمِ تمسحُ ريشهُ ،
|
لَبّاتُها، وَمَنابِضُ الأودَاجِ
|
فتحتْ على طرفِ الهلال بأنفسٍ
|
أنصافُها صِرْفٌ بغَيرِ مِزَاجِ
|
وإذا المَنِية ُ أخّرَتْ أيّامَها،
|
فالحيُّ من كيدِ العداوة ِ ناجِ
|
وبدَت تطيرُ بأرجُلٍ مَمْقُورَة ٍ
|
بالرعبِ ، تنتهبُ البلادَ نواجِ
|
شداً يصيحُ الصخرُ من قرعاتهِ ،
|
يسمُ البلادَ بحافرٍ رواجِ
|
يا مَنْ يَدُسُّ ليَ العَداوَة َ صَنعة ً،
|
أسرَيتَ لي، فاصْبر على الإدلاجِ
|
فتَحَ العِدى بابَ المَكيدَة ِ وَالأذى ،
|
فاعجب بهم ، واللهُ منهم ناجِ
|
أنا كالمنيّة ِ سُقمُها قُدَّامَها،
|
طَوراً، وطَوراً تبتدي، فتُفاجي
|