ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدتِ
|
و هي التي جنتِ المشيبَ هي التي
|
غراءُ يشعفُ قلبها في نحرها
|
و جبينها ما ساءني في لمتي
|
لولا الخلافُ وأخذهنّ بدينه
|
لم تكلف البيضاءُ بالمسودة ِ
|
أأنستِ حين سريتِ في ظلمائها
|
و نفرتِ أن طلعتْ عليك أهلتي
|
و لقد علمتِ وعهدُ رامة َ عهدنا
|
فتيينْ أني لم أشبْ من كبرة ِ
|
و إذا عددتِ سنيَّ لم أك صاعدا
|
عددَ الأنابيب التي في صعدتي
|
أجنيتها من خلة ٍ في مفرقي
|
فتكونَ عندكِ قادحا في خلتي
|
نكروا فلا عرفوا برامة َ وقفة ً
|
ميلاءَ نادتها الديارُ فلبتِ
|
و ألام فيكِ وفيكِ شبتُ على الصبا
|
يا جورَ لائمتي عليك ولمتي
|
و حننتُ نحوكِ حنة ً عربية ً
|
عيبت وتعذرُ ناقة ٌ إن حنتِ
|
ماذا على الغضبانِِ ما استرفدتهُ
|
دمعا ولا استوقفتهُ من وقفتي
|
أبغى الشفاءَ بذكرهِ من مسقمي
|
عجبا لمن هو علتي وتعلتي
|
يا هلْ لليلاتٍ بجمعٍ عودة ٌ
|
أم هل إلى وادي منى ًً من نظرة ِ
|
و الحاصباتِ وكلُّ موقع جمرة ٍ
|
ينبدنها في القلبِ موقدُ جمرة ِ
|
و من المحرمَّ صيدهنّ خليعة ً
|
طابت لها تلك الدماءُ وحلتِ
|
حكمتْ عليك بقلبِ ليثٍ مخدرٍ
|
و رنتْ اليك بعين ظبيٍ مفلتِ
|
و رأيتُ أمَّ الخشفِ تنشد بيتها
|
أفأنتِ تلك سرقتِ عينَ الظبية ِ
|
نشطوا عن الركب الحبالَ فنفروا
|
سكناتِ أضلاعي بأولِ نفرة ِ
|
رفعوا القبابَ وكلُّ طالبِ فتنة ٍ
|
يرنو اليكِ وأنتِ وحدكِ فتنتي
|
لا استوطأتْ مني مكانكِ خلة ٌ
|
كلُّ الفؤاد نصيبُ ذاتِ الكلة ِ
|
يا من يلوم على اجتماعي قاعدا
|
و الأرضُ واسعة الفروجِ لنهضتي
|
و يرى الرجالَ وكلهم متكثرَّ
|
بصحابة ٍ فيلومني في وحدتي
|
أعذرْ أخاك فما تهجر مشمسا
|
حتى تقلص عنه ظلُّ الدوحة ِ
|
كيف اعترافي بالصديق وكيف لي
|
بالفرق بين محبتي من بغضتي
|
و قلوبُ أعدائي الذين أخافهم
|
مغلولة ٌ ليَ في جسوم أحبتي
|
رقص السرابُ فراقني من راقصٍ
|
كشرتْ مودتهُ وراءَ الضحكة ِ
|
و رأيتُ فاغرة ً ظننتُ كشورها
|
طلباً لتقبيلي فكان لنهستي
|
ولدَ الزمانُ الغادرين فما أرى
|
أمَّ الوفاء سوى المقلَّ المقلتِ
|
و هزلتُ أن سمنَ اللئامُ وإنما
|
ذلُّ المطامع حزَّ عزة َ جوعتي
|
و لكلَّ جسمٍ في النحول بلية ٌ
|
و بلاءُ جسمي من تفاوتِ همتي
|
أما على كذبِ الظنون فإنها
|
صدقتْ أمانٍ في الحسين وبرتِ
|
المجدُ ألقحَ في السماء سحابة ً
|
نتجتْ به مطرَ البلاد فعمتِ
|
أروى على يبس الشفاهِ وبيضتْ
|
كفاه باردة ً سوادَ الحرة
|
متهللالا أعدي بخضرة جودهِ
|
جدبَ الربي من أرضها المغبرة ِ
|
بالصاحب انفتقتْ لنا ريحُ الصبا
|
خصبا وغنى الساقُ فوقَ الأيكة ِ
|
كفلتْ بأولى مجدهِ أيامهُ ال
|
أخرى فأحيا كلَّ فضلٍ ميتِ
|
شرفاً بنى عبد الرحيم فإنما
|
تجنى الثمارُ بقدرِ طيبِ المنبتِ
|
لكمُ قدامى المجدِ لكن زادكم
|
هذا الجناحُ تحلقا في الذروة ِ
|
غدتِ الرياسة ُ منكمُ في واحدٍ
|
كثرتْ به الأعدادُ لما قلتِ
|
عطفتْ لكم يدهُ وزمتْ آنفا
|
شما لغير خشاشهِ ما ذلتِ
|
لما تقلدها وكانت ناشزاً
|
ألقتْ عصاها للمقام وقرتِ
|
موسومة بكمُ فمن تعلقْ بها
|
دعواهُ يفضحهُ علاطُ الوسمة ِ
|
نيطتْ عراها منه بابنِ نجيبة ٍ
|
سهلِ الخطا تحتَ الخطوبِ الصعبة ِ
|
يقظانَ يلتقطُ الكرى من جفنهِ
|
نظرُ العواقبِ واتقاءُ العذرة ِ
|
لا يطمئنُّ على التواكلِ قلبهُ
|
فيما رعى إن نامَ راعي الثلة ِ
|
تدجو الأمور وعنده من رأيه
|
شمس إذا ما جنَّ خطبٌ جلتِ
|
و يصيبُ مرتجلاً بأول خطرة ٍ
|
أغراضَ كلَّ مخمر ومبيتِ
|
تدمى بنانُ النادمين وسنهُ
|
ملساءُ إثرَ ندامة ٍ لم تنكتِ
|
ما ضمَّ شملَ الملكِ إلا رأيهُ
|
بعد انشار شعاعهِ المتشتتِ
|
حسرَ القذى عن حوضهِ وسقى على
|
طولِ الصدى فشفى بأولِ شربة ِ
|
من بعد ما غمز العدا في عودهِ
|
و استضعفوا قدماً له لم تثبتِ
|
و لربَّ بادئة ٍ وكانت جذوة ً
|
كملتْ ضراما بالحسينْ وتمتِ
|
حاميتَ عنه بصولة ِ المتخمطِ ال
|
عادي وهدي المستكينِ المخبتِ
|
و إذا عرى الحزمِ التقتْ علقَ الفتى
|
بمدى السريع على خطا المتثبتِ
|
إن الذينَ على مكانك أجلبوا
|
ضربوا الطلى بصوارم ما سلتِ
|
طلبوا السماءَ فلا هم ارتفعوا لها
|
شلَّ الأكف ولا السماءُ انحطتِ
|
و بودّ ذي القدمِ القطيعة ِ ماشيا
|
لو أنها سلمتْ عليه وزلتِ
|
خان السرى ركبَ القلاصِ وسلمتْ
|
بسطُ الفلاة ِ إلى القروم الجلة ِ
|
يفديك مرتابٌ بغلطة ِ حظه
|
سرقَ السيادة َ من خلالِ الفلتة ِ
|
ما ردَّ يوما عازبٌ من عقله
|
إلا رأى الدنيا به قد جنتِ
|
قبضتْ يداه وما يبالي سائلٌ
|
بخلتْ عليه يدُ امرئٍ أو شلتِ
|
و أرى الوزارة َ لا يعاصلُ نابها
|
حاوٍ سواك على اختلاف الرقية ِ
|
يرجوك ريضها لمتنٍ مزلقٍ
|
قد قطرتْ فرسانهُ فتردتِ
|
يشتاق ظهرك صدرَ مجلسها وكم
|
شكت الصدورُ من الظهورِ وضجتِ
|
و إذا التفتُّ إلى الأمور رأيتها
|
مذخورة ً لك من خلالِ تلفتي
|
فألٌ متى يامنت سانحَ طيرهِ
|
صدقتْ عياقها بأولِ زجرة ِ
|
فهناك فاذكرْ لي طريفَ بشارتي
|
بعلاك واحفظ تالداً من صحبتي
|
لو شافهَ الصمَّ الجلادَ محدثٌ
|
عنكم بني عبد الرحيم لأصغتِ
|
أو عوضتْ بكم السماءُ وقد هوتْ
|
أنوارها بدلَ النجومِ تسلتِ
|
الباذلون فلو تصافحُ راحكم
|
ريحُ الصبا وهي الحيا لاستحيتِ
|
و القائلون بلاغة ً فلو احتبتْ
|
أمُّ الفصاحة بينكم لأذمتِ
|
أنستْ بفاتحة الكتاب شفاهكم
|
و رزقتمُ ظفرَ الكتابِ المسكتِ
|
لكمُ انحنى صيدي وأعسلَ حنظلي
|
للمجتني وتولدتْ حوشيتي
|
و سجرتموني منصفين مودة ً
|
و رفادة ً يوميْ رخايَ وشدتي
|
أعشبتمُ فبطنتُ في مرعاكمُ
|
و الدهرُ يقنعُ لي بفضلِ الجرة ِ
|
أدعو وغابَ أبي وقلَّ عشيرتي
|
فيكون نصركمُ إجابة َ دعوتي
|
و متى تقيدني الليالي عن مدى
|
قمتم فأوسعتم إليها خطوتي
|
عجبَ المديحُ وقد عممتكمُ به
|
من رجعتي فيه عقيبَ أليتي
|
حرمته زمنا فكنتم وحدكم
|
من بينِ منْ حملَ الترابُ تحلتي
|
هو جوهرٌ ما كلُّ غائصة ٍ له
|
بالفكر تعلمُ ما مكانُ الدرة ِ
|
و يصحُّ معناه ويسلمَ لفظهُ
|
و نظامهُ وهناك باقي العلة ِ
|
كم خاطبٍ بأعزَّ ما تحوي يدٌ
|
عذراءَ منه وعرضهُ دونَ ابنتي
|
و لقد زففتُ لكم كنائنَ خدرهِ
|
فكرمتمُ صهراً وواليَ عذرة ِ
|
من كلَّ راكبة ٍ بفضلِ عفافها
|
و الحسنِ عنقَ العائبِ المتعنتِ
|
عزتْ فما عثرتْ بغير معوذٍ
|
بلغاً ولا عطستْ بغير مشمتِ
|
أمة ٌ لكم بجزيل ما أوليتمُ
|
و تصانُ عندكمُ صيانَ الحرة ِ
|
سلمتْ على غررِ الخلاف ولادها
|
في أمة ٍ وودادها في أمة ِ
|
مدتْ إلى ساسانَ ناشرَ عرقها
|
و قضت لها عدنانُ بالعربية ِ
|
يصغى الحسودُ لها فيشكر أذنهُ
|
طربا وودَّ لغيظه لو صمتِ
|
تسري رفيقة َ يومٍ مؤذنٍ
|
بسعادة ٍ فإذا ألمَّ ألمتِ
|
تروي لكم عن ذي القرون حديثهُ
|
قدماً ويحيي نشرها ذا الرمة ِ
|
أحمدتمُ ماضيَّ في أمثالها
|
و لئن بقيتُ لتحمدنَّ بقيتي
|