المهدي بن بركة

1920- 1965م
ولد المهدي بن بركة في
الرباط عاصمة المملكة المغربية. وكان طوال فترته الدراسية طالباً نابغاً وخصوصاً في الرياضيات.

بدأ نشاطه السياسي حينما انضم إلى العمال الوطنيين سنة 1943 وشارك في تأسيس جمعية الرباط الوطنية الثقافية التي حلّتها السلطات الفرنسية سنة 1944.

شارك بن بركة عام 1944 في تحرير وثيقة 11 جونفي/ يناير/ كانون الثاني/1944 التي طالبت باستقلال المغرب واشترك في المظاهرات التي جرت آنذاك ضد السلطات الفرنسية، فاعتقل. وكان هذا الاعتقال الأول الذي تعرض له. وبعد خروجه من السجن عيّن على رأس الكتابة الإدارية للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومن ثم انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لهذا الحزب.

اعتقل بن بركة مرة ثانية سنة 1951 ونفي إلى الجنوب المغربي حيث بقي في منفاه حتى سنة 1954.

نشط بن بركة بعد اطلاقه في الحياة العمالية وشارك في تأسيس المنظمة العمالية المغربية سنة 1955 التي أصبحت تعرف باسم "الاتحاد المغربي للشغل". كما شارك في الوفد الذي شكله حزب الاستقلال للمفاوضات التي جرت عام 1955 في " إيكس ليبان" مع الحكومة الفرنسية والتي أسفرت عن استقلال المغرب. وكان إلى جانبه في الوفد عبد الرحيم بو عيد ومحمد اليزيدي وعمر بن الجليل ومحمد بوستة. وفي سنة 1956 انتخب بن بركة رئيساً للمجلس الوطني الاستشاري وظل في هذا المنصب حتى حل المجلس سنة 1956.

في هذا الوقت كان حزب الاستقلال يشهد توترا داخلياً بين جناحيه اليساري والتقليدي المعتدل المهادن للقصر. وبرز بن بركة زعيماً للجناح اليساري. فعارضت قيادة الحزب التوجه نحو تأييد حركات التحرر الآسيو- أفريقية وغضبت من المهدي بن بركة عندما بعث ببرقية تأييد إلى المؤتمر الأفريقي الآسيوي المنعقد سنة 1958 في القاهرة، كما عارضت مشاركته في تأسيس "الاتحاد الوطني للقوى الشعبية" وتعيينه أميناً عاماً لهذا الاتحاد، فاضطر بن بركة إلى البقاء خارج المغرب حيث نشط داخل الحركات الثورية التي ميزت تلك الفترة من التاريخ العالمي.

قدمت حكومة الرباط بن بركة للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى وحكم عليه بالإعدام غيابيا سنة 1963، كما حكم عليه بالإعدام مرة ثانية في السنة اللاحقة.

خطف بن بركة في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1965 من مقهى في شارع سان جرمان بباريس وجرت تصفيته فوراً. ولم يُعرف بالضبط من قام بهذه العملية، إنما قيل إن أكثر من جهة استخبارية اشتركت وتعاونت على خطفه وقتله.