ما هاج هذا الشوق غير الذكر
|
وزورة ُ الطيِف سَرَى من مصْرِ
|
من بعد طول جفوة وهجر
|
كم خاض بحرا وفَلاً كبحرِ
|
يَجوبُه الليلَ حليفَ ذُعر
|
حتى أتى طلائحاً في قفر
|
قد انطوين من سرى وضمر
|
حتى اغتدين كهلالِ الشهر
|
يَحملن كلَّ ماجدٍ كالصَّقْرِ
|
كأنَّه مُهنَّدٌ ذُو أَثِر
|
بعيد مهوى همة وذكر
|
للمجد يسعى لا لكسب الوفر
|
فأمّ رَحلى ، دُونَ رحل السَّفْر
|
يُذكِرُني طيبَ الزَّمان النَّضرِ
|
واهاً له من زمن وعمر
|
ما كان إلا غرة ً في الدهر
|
إذ الصبا عند التصابي عذري
|
وغاية المنية أم عمرو
|
غراء أبهى من ليالي البدر
|
بعيدة ُ القُرط، هضيم الخَصِر
|
أحسنُ من شَمسٍ بِغِبِّ قَطرِ
|
تَفعلُ بالألباب فعلَ الخَمر
|
تبسمُ عن مثلِ نظيم الدُّرِّ
|
كأنَّه لآلىء ٌ في نَحْر
|
إذا انثنت قبل نموم الفجر
|
تَنَفَّست عن مثل رَيَّا الزَّهر
|
كأن فاها جونة لعطر
|
وإن مشَت مثقلة ً بِالبُهر
|
مشي النسيم بمياه الغدر
|
رأيت سحراً أو شبيه سحر
|
راكد ليل تحت شمس تسري
|
ضدان فيها اتفقا لأمر
|
يا لائمي إن الملام يغري
|
هَيَّجتَ أشواقِي، ولستَ تَدرِي
|
لا بكَ ما بي: من جَوًى وفكرِ
|
إذا أراحَ الليُل همَّ صدرِي
|
أبيت أرعى كل نجم يسري
|
كأنّما حَشِيَّتِى من جَمْرِ
|
كيف العزاء وصروف الدهر
|
تقرِفُ قرِحي، وتَهيضُ كَسِري
|
كأنَّها تطلُبُني بِوَترِ
|
والصَّبرُ، لو خبرتَه، كالصَّبر
|