حتى متى يا قلب لا تستفيق
|
حَسْبُك، قد حُمِّلتَ مالا تُطيقْ
|
أضناك إشفاقك من غدرهم
|
وما عسى يجدي حذار الشفيق
|
إن أخلَقُوا عَهدَك، أو بدَّلُوا
|
فكن بحسن الصبر عنهم خليق
|
واعزِم على سُلوانِهم عَزْمة ً
|
تَثنِيك بعد الرِّقِّ حُراً طليقْ
|
لا تَبِكهم إن نَزَحَتْ دارُهمْ
|
واهجُرهُم الخَلِّي المُفيقْ
|
لن تعدم الأعواض عنهم ولا
|
يلْقَى الفَتى في كلِّ أرضٍ صَديقْ
|
وهبكَ تلقى عِوضاً عنهُم
|
أراجعٌ عصرُ الشبابِ الأنيقْ
|
علقتهم حين رداء الصبا
|
ضَافٍ وغُصنى ذُو اعتدالٍ ورِيقْ
|
حتى إذا أشرب قلبي لهم
|
حُبًّا جَرى في الجسِم جَرْي الرَّحيقْ
|
ألتمس الأعواض عنهم لقد
|
أتيت ما ليس بمثلي يليق
|
أرُوعُهم بالعَتْب مُستصلحا
|
وتحتَ ذاك العتبِ قلبٌ شَفيق
|
يرعى لهم ما ضيعوا إنه
|
بهم على ما كان رفيق
|