لم ينهه العذل لكن زاده لهجا
|
والعذُل مما يَزيدُ المستهامَ شَجَى
|
أضَعْتَ نُصحَكَ فِيمن ليس يسمَعهُ
|
ولا يرى في ضلالات الهوى حرجا
|
ما قلبه حاضر النجوى فيردعه النـ
|
ـاهِي، ولا نَهيهُ في سمِعه وَلَجَا
|
مُدلَّهُ، فارقَ الأحبابَ أغْبَط مَا
|
كانوا وكان بهم جذلان مبتهجا
|
يستخبُر الدَّارَ عنهم صبوة ً، فإذا
|
أعيَتْ عليه جواباً ناحَ أو نَشَجا
|
فاضت بقاني الدم المنهل مقلته
|
فكل راء رآها ظنها ودجا
|
يا ويحه من جوى ً يغدو عليه ومن
|
جوى ً يروح إذا ليل الهموم دجا
|
أفِدي خيالاً سَرَى ليلاً، فأشرقتِ الدُّ
|
نيا بأنواره، والصبحُ ما انْبَلَجَا
|
عجبت منه تخطى الهول معترضاً
|
أرض العِدا ووشَاة َ الحى ِّ، كيف نَجَا
|
إذا رأيت حباب الراح منتظما
|
ذكرت ذاك الرضاب العذب والبلجا
|
يا لي من البين لا زالت مطيهم
|
حسى إذا ارتحلت معقولة ً بوجى
|
سارت بإنسان عيني في هوادجها
|
فما رَأَتْ مَنظراً من بَعدِهِمْ بهَجَا
|
فارقتُهم، فكأَنِّي ما سُرِرتُ بِهِمُ
|
يوماً وقد عشت مسروراً بهم حججا
|