أتْهَم فيكُم لائمي، وأنجَدا
|
وما أفادَ سلوة ً إذْ فنَّدَا
|
أرشدَنِي بزعمه، وما أَرَى
|
سلو قلبي عن هواكم رشدا
|
يا لائمي فيهم أعد ذكرهم
|
واللومَ فيهم، واتَّخِذ عندي يَدَا
|
روح بذكراهم فؤاداً مضرماً
|
لو مَاتَ حولاً كاملاً ما بَرَدَا
|
لو كان ما يشكُوهُ من حَرِّ الأسَى
|
ناراً لباخت أو زناداً أصلدا
|
لا تحسَبنَّ اليأسَ أسْلاَني، ولا
|
أنسانِي النّأيُ هَوَى من بَعُدَا
|
شرطُ الهَوَى لهُمْ عَلَّى أنَّنِي
|
بهم مُعَنَّى القلب صبٌّ أبَدا
|
لا أستفيق من هوى ً إلا إلى
|
هَوًى ، ولا أسلُو، وإن طالَ المَدَى
|
أفْدِى خيالاً زَار رحْلي موهِناً
|
على تَنَائِى دَارِه كيفَ اهُتَدى
|
عهدتُه مُوسَّناً رَأْدَ الضُّحى
|
فكيفَ جابَ في الظلامِ الفَدْفَدَا
|
عُلالَة عَلَّلنِي الشّوقُ بها
|
والماء في الأحلام لا يروى الصدى
|
ثُمَّ هبَبْتُ لاَ بكَ الوجدُ الذي
|
حرَّكَهُ طيفُهُم وجدَّدَا
|
مُدلَّهاً، أمسحُ عَيْنَي، عسَى
|
تراهُ يَقظى ، وأَجُسُّ المرَقَدَا
|
كَقانِصٍ فاتَ القنيصُ يَده
|
أو واجد أضل ما قد وجدا
|
أحبَابَنَا وحبَّذا نداؤُكُمْ
|
لو كنتم لدعوة الداعي صدى
|
غالَت يد الأيام من بَعدِكُم
|
ذَخائِرى ، حتى الإسَى والجَلَدَا
|
ما لاصطباري مدد بعد النوى
|
فويحَ دَمْعي! مَن حَباهُ المَدَدَا
|
لكنَّني ما رُمت إطفاءَ الجوى
|
بفيضه إلا التظى واتقدا
|
يارَوَعَتا لطائرٍ نَاحَ على
|
غصن فأغرى بالأسى من فقدا
|
أظنه فارق ألافا كما
|
فارقت أو كما وجدت وجدا
|
أدمَى جراحاتٍ بقلبِي للنَّوى
|
وما علمت ناح حزناً أم شدا
|
لكن يهيج للحزين بثه
|
إذا رأى على الحنين مسعدا
|
فقل لمن أشمته فراقنا
|
وسره أن جار دهر واعتدى
|
إن سرك الدهر بنا اليوم فهل
|
أمنت أن يسرنا فيك غدا
|